لم يدرك البعض حتى الساعة، انتهاء عصر النتائج المحسومة والوظائف الحصرية؛ حياتنا مسرحا للجميع، وهناك فرصا لتوظيف المهارات والقدرات بشكلها الفردي والجماعي، لا يوجد حجز بفرص الظفر أو الفوز، بل ميدان للأداء يقرر النتيجة، وربما نتذكر بنتائج المنتخب المغربي والكرواتي، أنهما قد حجزا مكانا مستحقا بالمربع الذهبي للكبار نتيجة منطقية لأداء فردي وجماعي بدون الاعتماد على عامل الصدفة، بل بقرار ذاتي بالقدرة على الفوز وحسم النتيجة امام كبار المنتخبات المرشحة للفوز باللقب أو التي كان لها مجد الفوز سابقا، وربما كنت أتمنى شخصيا دخول أحدهما نادي الفائزين باللقب وهما الأقرب لذلك باستحقاق، ولكن هناك من العوامل التحليلية أو الواقعية لم تساعد بتحويل هذا الحلم لواقع وبعضها مرتبط بالسياسات للاتحادات، لكن المؤشرات تشير لقرب تحقيق ذلك بالمرات القادمة إن توفرت العزيمة، وأصبح الهدف محصورا بالفوز بعد عصر الاكتفاء بالتعادل أو الخسارة المشرفة كما يحلو للبعض تسميتها؛ يقيني لا يوجد شيء اسمه خسارة مشرفة أو فوز مستحق: عبث بالألفاظ والكلمات لتناسب مقاس التفكير المتواضع وتسمية الهزائم بشكل يجملها؛ الخسارة ستسجل خسارة، والفوز سيسجل فوز؛ هكذا تُقرأ أحداث التاريخ بالمستقبل، ومهما طالت الطريق، سوف نصل.
الاحتفال بالفوز أو التعادل على مستوى الفرق الرياضية أو دولها ومناطقها أو أطراف التشجيع فيها، يحتاج لمراجعة شاملة بالمحتوى والتعبير، خصوصا عند اللعب أمام الفرق ذات الأمجاد التي تضم أغلى اللاعبين في الدوريات الرياضية، فالفوز هو خيار من خيارات النتائج للمباريات الرياضية وحق شرعي لطرفي المباراة، والنتيجة تُسحم بالأداء في الملعب وبجهود اللاعبين وتعاونهم وأدائهم الفردي والجماعي الذي يعكس درجات الإخلاص والتفاني، بعيدا عن الاستعراض والأنانية؛ وللتذكير، استعراض جدول النتائج للفرق الرياضية الأفريقية خصوصا المغرب وتونس والكاميرون، والعربية ممثلة بالفريق السعودي والآسيوية خصوصا كوريا، نجد أن فوزها مستحق بالدرجة الكاملة على الفرق التي تشغل المراكز الأولى بالتصنيفات العالمية وترشيحات الفوز، فتساقطت الفرق العريقة على محراب العزيمة مثل ألمانيا وانجلترا، اسبانيا والبرتغال، البرازيل والأورجواي. العالم تغير اليوم، والشباب دخل الميدان متسلحا بالعلم والعزيمة والعمل، والرهبة من التعامل مع الكبار، أصبحت من أفعال الماضي؛ وللتذكير حتى لا يختلط الأمر: الإحترام يختلف، ووصول البعض لمراكز مستحقة نتيجة جهود ذاتية طموحة، يجب أن يكون العنوان والمحتوى لرسالة الجيل الجديد في ميادين الحياة، والبلدان التي تحترم تاريخها وإنجازاتها، سوف تتبنى هذه السياسات، إذا كانت نوايا التغيير حقيقية وليست شعارات مرحلية مخدرة، وللحديث بقية.