دائما ما كان البناء المدرسي عاملاً مهماً في العملية التعليمية، فكلما كان المبنى المدرسي ملائماً ومجهزاً بكافة سبل ووسائل الراحة فإن ذلك سيكون له الأثر الإيجابي على العملية التعليمية برمتها.
تضم وزارة التربية والتعليم ما يقارب (4006) مدرسة منها 763 مستأجراً حسب إحصائيات عام 2023، وما تزال خطط البناء والتوسع في الوزارة لاستحداث مدارس مستمرة على الدوام. وتسعى وزارة التربية إلى بناء مدارس مهيئة لعملية دمج الطلبة ذوي الإعاقة لتكون مدارس دامجة.
وللوزارة معايير واشتراطات محددة في تصميم البناء المدرسي، ويعرف بكودة البناء المدرسي والذي يشمل متطلبات محددة لشكل وتصميم البناء وجودته. كما تتضمن كودة البناء المدرسي اعتبارات مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة بقصد مواءمة البناء لاحتياجاتهم الخاصة.
كودة البناء المدرسي تحدد معايير الجودة لجميع الأعمال الهندسية بالمدرسة، بما في ذلك البناء الجديد، وان الهدف منها مساعدة جميع المهندسين المعماريين والمصممين وجهازي الإشراف على الأبنية والمقاولين المصنفين للوصول إلى جودة عالية في تصاميم وتنفيذ المدارس في القطاعين العام والخاص في المملكة، بحيث تكون هناك مرجعية واحدة لجميع الأطراف المعنية بالأبنية المدرسية.
في بداية كل عام تتم صيانة المبنى المدرسي وتهيئته لاستقبال الطلبة، وتكون متابعة هذه الأعمال من صلاحيات مديري المدارس بما يتعلق بالصيانة الخفيفة وبالتنسيق مع مديريات التربية التابعة للوزارة.
وفي مركز الوزارة هناك إدارة مختصة هندسياً لمتابعة العطاءات وعمليات التوسعة وإجراءات الصيانة كذلك، وتلتزم بمعايير صارمة في عملية المتابعة والتنفيذ الهندسي.
البناء المدرسي جزء أساسي من البيئة المدرسية الآمنة، فهي مسرح أحداث عملية التعليم والتفاعل بين الطلبة ومعلميهم. لكن هناك تحديات تواجه هذا الجانب، أبرزها: عملية الإصلاح والصيانة المستمرة وقِدم بعض المباني المدرسية، ونقص الكلف والمخصصات. والاستعمال الكثيف للمباني المدرسية في أغراض أخرى مثل الانتخابات ومراكز إيواء ونظام الفترتين.
ولا بد هنا من التركيز على ثقافة الوعي بالوقف التعليمي، والذي يساهم في حد كبير في تحسين البيئة المدرسية وبناء مدارس جديدة، ولا يغفل عن دور الجهات الداعمة في المساهمة في عمليات الصيانة والبناء. ورغم ذلك تبذل الوزارة جهوداً كبيرة في مواجهة الأعداد المتزايدة للطلبة. والتخلص من نظام الفترتين والمباني المستأجرة. ولا بد من بذل الجهود وخاصة الشراكة المجتمعية لمواجهة كل هذه التحديات.
حاجتنا السنوية من المباني المدرسي يبلغ 60 مدرسة تقريباً حسبما أشارت وزارة التربية والتعليم، ولكن قدرة الوزارة على البناء قد لا تلبي ذلك في ضوء ازياد أعداد الطلبة في المدارس الحكومية. لذا فنحن أحوج ما يكون لدعم جهود الوزارة في هذا الحمل، لتوفير فرصة تعليم متساوية لجميع الطلبة مستقبلاً.