محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

جلد الذات بين الغنيمة والغريمة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد عبدالجبار الزبن

إنّ إصلاح المجتمع بما فيه من أفكار ومبادئ وممارسات، يحتاج إلى الارتقاء المستمرّ، فما كان من أخطاء يكبح جِماحُها، وما كان من حسناتٍ يشكر فاعلوها ويعزّزُون، ضمن منافساتٍ بين الشعوب والأمم في أيِّها الأفضل والأكمل.

ولأنّه ما من درجة نرتقبها، إلا والتي تليها أصعب منها، فقد كان من لوازم الارتقاء بالمجتمع، بذلُ الجَهد الأوسع وتقديم التفاني والتضحيات، بِأن يكون الفردُ على أهبة الاستعداد لتقديم واجبه قبل المطالبة بحقّه، ذلك أنّ المجتمع الذي يتسارع في تقديم الواجب يأخذ حقوقه تلقائيًّا وليس العكس، وتلك قضية جدلية يتسارع الكثيرون فيها نحوَ الخوض خارج الحوض، والركض خلف المضمار.

ومما لا بدّ منه لإدراك التميّز في الأفكار والممارسات الحياتية بأنواعها، أن نرتقي في التمييز بين أمور مشتبهات، فهناك فرقٌ بين الاستراحة والخمول، وبين الحرص والبخل، والكرم والإسراف، وما بين قراءة الخبر وما بين السطور، وفرق بين الحرية والاعتداء على الآخرين بمشاعرهم ومعتقداتهم، وبين القوة والتجبر بالمستضعفين، وبين الإدارة والتزمّت، وبين التراجع والتراخي وبين تقديم الأفضل وغيرك يكون أفضل منك في منافسة جادّة.

ومما يجب معرفة الفرق بين نقيضين متشابهين: (النصيحة وجلد الذات)، فالنصيحة التي يسديها لنا الطبيب والمعلم والأبوان والأصدقاء، قد يتخللها كلمات صعبة وتحذيرات خطيرة، ووقائع مؤلمة، وأخبار مأساوية، وأنّ النصيحة في تدارك ما فات، ومعالجة ما هو آتٍ.

فحينما ينصحني أحدهم بعدم تناول السكريات، وعدم التدخين، لا ينبغي أن أسارع في الاستخفاف بنصيحة تدلّني على حياة أفضل، وأيضًا حينما يقول لي أحدهم: عليك أن تقرأ الأيام، وتعرف موقعك في الإِعراب من جملة المجتمع، وأن تعرف هل نجحت في أن تكون ابنا أو أبا أو تكوني بنتا أو أمًّا، أو غير ذلك، أو أن تكون موظفا مخلصًا، أو صانعا محترفا، وهل نجحت في تقديم الخير للمجتمع، أم أنّك تسارع في إنفاق الراتب من أول يوم في الازدحام في الأسواق، وأنّك لا تعرف طريقا للادخار السليم، وأنك تسارع للبهرجة ولو على حساب فاتورة الكهرباء والدوا?.

وهل أصبح جلدُ الذات غريمة ينفر منها الجميع، أم يمكن أن تكون أحيانا غنيمة يستيقظ منها المجتمع من مغبة الوقوع في انجرافات التربة التي تسحقها السيل الجرار المتدفق من قنوات الأخبار؟.

فإلى متى يبقى التخلّف النصيب الأكبر لدول هي أقرب للنوم من النمو والنهوض؟، وإلى متى لا يعرف الكثيرون كيف يتعاملون مع التفصيلات الهامّة في المجتمع من النظافة والبيئة ومراعاة شعور الجوار والآخرين، والبحث عن العمل المناسب، والمصداقية في المهنة والصنعة والوظيفة، والإخلاص في العمل؟.

وهل أصبحنا في جوف الملل من كلّ شيء حينما تخلينا عن القراءة والكتابة؟. أم أننا أصبحنا نهرول وراء الموديلات والتقليعات، وإذا أردنا العودة إلى التاريخ المجيد فلا نستنهض منه سوى الخزعبلات والنزاعات والخلافات والاختلافات.

أين نحن من تقبل النصيحة، وأين نحن من الاستيقاظ من غفلة طالت واستطالت؟.

لا بأس.. فلننهض حتى لا يكون جلد الذات من غير عدّ –على الأقل-. بل قل.. هذه الأمجاد يا بني قومي تستنهضنا فلنكن مستيقظين لأداء الواجب نحو أنفسنا ومجمعنا وديننا ووطننا والإنسانية جمعاء.

agaweed1966@gmail.com

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF