تلتقط هذه السائحة صورةً للبحر، فهي تعشق ملحَهُ وتترك ما عداه من الماء. الحزن الشديد يكون في الفراق بين الرمل والماء حين يزحف المناخ كما يسري الصلع في الرأس، ساعتها يتغلّب الجزر ويتقهقر المدّ. لكنّ صورة البحر العميقة في المخيّلة سرعان ما تعيده إلينا هائجًا لا يشبع من عناق اليابس الذي جفّ. حين ودّعنا الماء تمنّى كثيرون أن يكون ذلك تكتيكًا بحريًّا وهدوءًا ظاهريًّا لا غير، لكن، يبدو أنّ ألسنة الموج جادّة هذه المرّة في وداع الأصدقاء.