محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

شكراً لإبني موسى وصديقي مراد

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ. د. كميل موسى فرام

كنت مدمنا ومتحمسا على متابعة الأخبار والتطورات وبناء تحليلات لا تخلو أبدا من الإنحياز لأحد أطراف المعادلة، يغذيها خط أنابيب قومي، فبعد يوم طويل من العمل في المستشفى، أعود لسماع نشرات الأخبار على القنوات التلفزيونية المحلية والخارجية، خصوصا أخبار المناطق التي تشهد الصراعات والحروب، ومتابعة المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي، المليئة بالكذب والتهويل والنفاق؛ حروب إعلامية مدمرة ومنتقاة، صفقات بين الدول الظاهرة بالتناحر، لأكتشف أنني بدأت أعاني من العصبية والخوف والقلق وارتفاع الضغط، لأن التركيز الإخب?ري بشتى مصادره يعتمد على الإثارة ونقل أخبار القتل والصراعات و سيف الإقلاع غير المبرر لأسعار المواد الغذائية واحتياجات المنزل، بل وكم هائل من عروض التسوق على وسائل التوتاصل الإجتماعي بأسعار شبه مجانية، حيث تنتهي فقرات اليوم بنشرات منتصف الليل التي تمثل كأس سم البد ن الأخير؛ جرعة قبل النوم وهو المثير للقلق على شمس الغد، وربما التعلق بالأخبار السياسية دون فائدة منتظرة أو تكوين فكرة للتغيير، يجعل للشكوك حضورا، ويجعل مسيرة المشوار عرجاء، حتى اكتملت معالم الحقيقة يقينه بصورة تفرض تجاهل تصريح معظم المسؤولين والزع?اء الذين يرتدون ثوب الوطنية المطرز بعرق الشعوب الكادحة.

قبل بدأ مباريات مونديال كأس العالم الأخيرة في دولة قطر الشقيقة التي أبدعت تنظيما وتنفيذاً وفاء لوعد مستحق، ونالت الدرجة الكاملة على حُسن الاستضافة والنتيجة، طلب مني ولدي موسى؛ الطالب المجتهد المبدع في الصف الحادي عشر بالمساق الأجنبي، بضرورة الإشتراك بحزمة القنوات الفضائية التي ستبث شاشاتها مباريات كأس العالم، وهي فرصة لنا لمشاهدتها لإعتبارات كثيرة، وعلى الأقل تبعدني بعض الشيء عن هوس السياسة الذي بات يؤثر على تصرفاتي دون فائدة منتظرة، وأعطاني دروسا عن الفوائد التي سأجنيها من متابعة المباريات الرياضية بصورته? المباشرة، وكان ردي في البداية سلبياً وتحفضياً، كوني لست متابعا للنشاطات الرياضية ولست من المتحمسين لتشجيع أي من الفرق الرياضية المشاركة، وأنا أيضا لست مستعدا لصرف وقتي بمشاهدة مسلسل يعبث بالحقائق وينتهي بخيانة مبرمجة، أو مغنية نالت شهرتها على فرضية عرض مفاتنها، ليكون الجواب بدرجة ذكاء هذا الجيل النشيط الذي وجد أمامه مساحة كبيرة من الإبداع والتفكير، ولديه من المصادر التي تمنحه فرصة المناقشة وسرد المعلومات وإثبات الأفكار التي كانت حصرية على فئة معينة، كُتِبت وفُرِضتْ علينا لأن نسمعها بحكم الظروف والأحوال، ل?جيبئني بالقول أن مشاهدة البرامج الرياضية وممارسة بعض نشاطاتها، هي ميدان وفرصة لتجدد النشاط الفكري، تنشيط الدورة الدموية ووظائف القلب المتعب بالهموم، مسرح لعرض الأفكار ومنح الطاقة وإعادة النشاط وزرع شتلة الأمل في حديقة الأمل، وعندما أبديت قلقي من تأثير خطوة كهذه على دراسته بلهو مبرمج، أفادني: أن الطالب المجتهد الذي يعرف مسار مستقبله يا والدي ضمن خطة دراسية محكمة، لديه متسع من الوقت والفكر والتدبير لتنظيم أموره، وعليه الموازنة بين وقت الدراسة والنشاطات بحيث لا يتقاطعان أبداً، بل متوازيان لدعم أواصر الثقة وال?نتاجية، وأضاف، أن لديه برنامجا تفصيليا للمباريات تسمح لنا أن نشاهد مباريات يومية، دون أي تداخل مع الواجبات، لأجد في كلام هذا الإبن، بردة لحفر التغيير، ثم من يريد الابتعاد عن الدراسة، فهناك وسائل كثيرة لا يمكن حصرها.

اقتنعت، ولإنهاء المهمة، بادرت بالإتصال في منتصف الليل بلحظة الحماس والإقناع خوفا من هبوب رياح التغيير في الصباح بالصديق مراد، اختصاصي الستالايت وتقنياته في منطقة الرصيفة والذي تربطني به علاقة منذ خمسة وعشرين عاما للاستفسار عن ظروف الإشتراك والتغيرات اللازمة على شبكة المنزل حتى نتمكن من مشاهدة هذا العرس الكروي، بل وفرصة لتحديث قائمة القنوات التلفزيونية وحذف ما أمكن منها والمتسبب بأذية فكرية أو سمعية، ليقود باصه الصغير وبوصلته العاصمة عمان، حيث أحضر معه قطعة الكترونية صغيرة أوصلها بالتلفاز ومنظمة لبرامجه، مع?نا أنني أستطيع المشاهدة منذ الآن للقنوات التي أرغبها، وبالفعل، ومنذ المباراة الأولى، بدأت الاستمتاع بحياتي ومنزلي بعيدا عن أخبار القتل والدمار والحروب التي تشكل المحتوى والمضمون، فأصبحت أتنفس في حديقة رياضية نجيلها الورود والأزهار، غير تعصبية، استمتعت بكل فقراتها مع كل فرقها؛ لم أتمن الفوز لأحد ولا الخسارة، بل تمنيت الفوز لكل فريق يؤدي مباراة رياضية تسعدني بصورة رياضية وتُمْتُعني بدون تعصب أو انحياز، بل كانت فرصة حقيقية لتدوين العبر بنتائج تصلح أن تكون دستورا لمن يبحث عن التميز ومرجعه دروس التاريخ، نسجتها?النتائج التي سأفرد لها مساحة كاملة بمقالة مستحقة حسب تحليلي كمتابع ومشاهد للتفاصيل وللحديث بقية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF