محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

محاور المقابلة الملكية.. إضاءات بين السطور «3»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ. د. كميل موسى فرام

هناك محور استنتاجي تحليلي مهم من محاور اللقاء الملكي في مقابلته مع شبكة سي إن إن التلفزيونية الشهيرة مع المذيعة القديرة بيكي أندرسون والتي استطاعت بحرفية أن تتسلسل بالتحديات للتوضيح؛ إضاءات تُقرأُ بين السطور لمن يبحث عن حكمة العظماء خصوصا في المشاكل ذات الأبعاد المصيرية على المنطقة والعالم، والتي لا يمكن فرض حلولها بالقوة أو هامش الواقع، حيث يبين جلالته بلغة تخاطب العقول وحروفها الخبرة والعقلانية بأهمية الشعوب كما القادة؛ حيث بدا جليا للجميع أنه مهما فعل القادة فلن يفرض حلولا للصراعات بدون موافقة الشعوب؛ ا?تاريخ يعترف للشعوب بعدم التهادن أو التفاوض على تنازلات؛ كان النص صريحا أن تقرير المصير للشعوب وليس للقادة وحدهم، فهل من عاقل استلم الرسالة؟ سؤال لا يخلو من الافتراض، وربما من الحكمة، إعادة قراءة مستفيضة لبعض فصول التاريخ الحديث، ببداية ما شهده النصف الثاني من القرن الماضي، ليومنا الحاضر في القرن الجديد، بأن الحكمة تلد من بطن الخبرة، والنصيحة لدول العالم أن تقرأ الأفكار وتستنتج العبر من خبرة ميدانية ممتدة اليوم لاختصار الزمن وتوفير الخسائر، يمثلها بجدارة واستحقاق عميد القادة العرب بقيادته الحكيمة عبر عقدين ?ن الزمن ويزيد، زعيم الدبلوماسية ومحرك بوصلة القرار، قارئ ومحلل متميز وشاهد على الأحداث التي عصفت البشرية من حروب وهجمات إرهابية ونزاعات في المنطقة وموجات من اللجوء وأزمات مالية، جعلت الأعوام تتداخل ببعضها البعض، فاختلطت المعطيات لتفرض نتائج مغايرة للمنطق؛ تفرض القرارات بحكم القوة، تطبيق مبدأ عدم العدالة، تبرع دول ذات سلطة بأراضي وأملاك دول أخرى ضعيفة، حروب بالوكالة على أراضي الغير لفرض تقسيمات محددة وتجربة الأجيال الجديدة من الأسلحة الفتاكة، تجسيد الوصاية الاستعمارية بصور مختلفة، تأمين مصادر الطاقة والغذاء?وتوزيعها حسب معطيات ومعادلات تفتقر للعدالة، زيادة رقعة ونسبة اللاجئين في العالم بعد تشريدهم من بلدانهم لأسباب الوهم بقالب الحرص، وفي هذا الخضم الذي خلط أبجديات الحياة والاستقرار؛ نعصرهم، نطحنهم ونتظاهر بنصرتهم، وهي شريعة الغاب بمسميات مختلفة.

الدولة الأردنية منطقة الاعتدال والسلام والآمان والسلم، واحة المحبة المتجددة، باعتراف جميع دول العالم ومنظماته، وأصبحت مرجعا للاستئناس، ومصدِّرا للخبرات، بظروف تسمح بالمساعدات الحسية والبشرية للدول التي تكافح لحياة أفضل ومهما كانت عظمتها، بعد أن مزقتها عناوين البعد والتفرقة التي احتلت مساحة لا تستحقها من التاريخ البشري بسبب اعتمادها على فرض الأمر الواقع بقدراتها، حيث يرى جلالته أن العالم أمام فرصة تاريخية للتوحد والعمل المشترك لبسط السلام العادل في جميع بقاع العالم، فرصة متجددة للشعوب المحرومة التي نخرها بر? الأيام والقدر، خصوصا أن الظروف لوجود عدو وبائي مشترك بدا كرسالة ربانية لإيقاظ الشعوب من غفوتها وبُعدها، هذا بالتأكيد سيعطي للبعد الإنساني قيمة مضافة بزيادة التعاون وتبادل المعلومات التي تخلو من التعصب والعنف، الذي يغذي القوميات الوطنية الضيقة، التي ترعرت بحضن القهر وانعدام العدالة وسيطرة الشر، حيث ذكّر جلالته بأكثر من مناسبة سابقة للمقابلة هذه حوادث عالمية مأساوية خلال العقدين الماضيين كنماذج وردة فعل للأنانية؛ الحزن على المستوى الشخصي يمثل الحافز للتفكير الجماعي على مستوى العالم لوقف هذا التخبط.

بالنهاية، جلالة الملك لا ينكر على الشعوب باختيار قاداتهم باحترام، ولا يضع حاجزاً للتفاوض لأنه الأصل للحلول وتجاوز الخلافات، وهو يؤكد بنضوج العقل وضرورة تحكيمه بلغة السلم بدلا من التهديد الذي لا يخيف الشعوب أصحاب الحقوق، ودروس التاريخ شاهدة على ذلك، ويؤكد جلالته بعبارة لا تحتمل أكثر من تفسير بأننا جميعا ناضجون، وحين ننظر إلى الصورة بشكل أوسع، فنحن جميعا على استعداد للمضي قدما، نحن سنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع جميع الأطراف معا، فالشعوب والأجيال قد سئمت من عدم الاستقرار والتهديد، وتطمح بالحرية وال?لام وتود المضي قدما في حياتها وأن تشعر بوجود الفرص. هناك إدراك لثقل التحديات التي ورثناها من العام السابق الذي رحل، وبقدر صعوبة المخاطر التي سنجابهها في 2023، لكن هناك فرصة للمضي قدما للأمام، هناك بصيص ضوء في نفق السعادة يبعدنا عن أتون الموت والحروب، وعوضا عن النظر إلى السياسة كحل لجميع المشاكل العاصفة، فهناك فرص الاعتماد الاقتصادي المتبادل حيث التكامل الإقليمي سيمكن الجميع من كسر الحواجز، واستثمار النجاحات المتبادلة سيكون تكامليا وبعيدا عن الأنانية بقول جلالته «فعندما أستثمر بنجاحك لأن نجاحك يعني نجاحي أي?ا، هذا يعني بالمحصلة أننا يمكننا جميعا المضي قدما»، والشعوب عاشقة للسلام والحرية والاستقرار والنجاح.

جلالة الملك يحذر ويطالب؛ يحذر من الاعتماد على وضع الخطط العلاجية بصورتها المؤقتة عند الكوارث بقالب الفزعات، وجلالته يطالب بتعاون دولي مبني على المعرفة لوضع خطط مستقبلية بعيدة المدى وتراجع بصورة دورية للتعامل مع هذه المعضلات بفائدة للإمكانيات التي يمكن تحقيقها باستخدام التكنولوجيا الحديثة لمصلحة البشرية، حيث يذكر جلالته بأن قرار عالمنا بدق ناقوس الخطر لمواجهة التهديد اليوم معا وفي آن واحد، حيث ان الحروب العالمية المستعرة والتي حصدت مئات الآلاف من الأرواح والمزيد على الطريق قد سلّطت الضوءَ على عيوب نظامنا ال?المي، تلك العيوب التي نشأت نتيجة الظلم الاجتماعي، وتفاوت الدخل، والفقر، وسوء الحوكمة، والتطلع لنهب أموال الشعوب وخيراتها.

يؤكد جلالته بكلمات خالدة تلخص الواقع والمطلوب لخارطة طريق ترصف السعادة للبشرية، بدلا من الحروب والقتل والتشريد، حيث يدعو جلالته لاستغلال مواطن القوة والموارد لكل بلد، لتشكّيل شبكة أمان إقليمية تحمي المستقبل المشترك، فصفحات أيام المستقبل غامضة وضبابية وعناوينها المشتركة زيادة معدل البطالة والمجاعة والفقر، واقع يفرض التعاون بين القادة والاقتراب والتباحث وعدم التعنت، فالحلول الوسطية بالاقتراب حكمة تروى بعامل الفرصة؛ التقارب لمواجهة التهديد الأوحد يجب أن يكون حصريا على الأجندة الدولية لتترجم الغاية ببقاء وسلام? البشرية، ملخص للجهد الملكي على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي. جلالة الملك؛ شكراً لكلماتك ورؤيتك، فقد وضعت النقاط على الحروف في الملف الأسخن على الساحة الدولية وللحديث بقية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF