محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

محاور المقابلة الملكية.. الأردن الملاذ للمسيحيين «2»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ. د. كميل موسى فرام

المحور الثاني من محاور اللقاء الملكي في مقابلته مع شبكة سي إن إن التلفزيونية الشهيرة مع المذيعة القديرة بيكي أندرسون والتي استطاعت بحرفية أن تتسلسل بالتحديات للتوضيح، خصوصا في المشاكل ذات الأبعاد المصيرية على المنطقة والعالم، والتي لا يمكن فرض حلولها بالقوة أو هامش الواقع، هو الأردن الملاذ للمسيحيين فالشعوب كما القادة، لن تهادن أو تفاوض على تنازلات، وكان النص صريحا، ليكون تركيز مقالتي اليوم على جزئية كبيرة ورسالة واضحة المعنى لمن يعتقد أنه مفسر وصاحب فتوى وتبعيات، ففي محور مهم للغاية، نقرأ لكلمات بحروفها وتشكيلاتها لتوضيح صورة اختلطت رؤيتها على العديد من المفسرين بقصد أو بدون قصد، وهي محور الحديث والفتوى والسلاح الحاضر للمناقشة والمساومة أحيانا لظروف تفرضها التحديات وتتمثل بالوجود المسيحي في الشرق عموما وفي الأردن وفلسطين خصوصاً، خصوصا بمشاهدة لتناقص الأعداد المسيحية في الشرق بسبب الظروف القصرية للتهجير، ذات الاتجاهين؛ أسباب تحاصر الحرية وتهدد الوجود، يقابلها تسهيلات للهجرة بمسميات وعروض تضمن الحياة الكريمة التي تبحث عنها، وفي المساحة الوسطى، نجد التفكير لاختراق حاجز الخوف والإندفاع نحو قرارات مؤثرة بين موت وحياة، بين قلق واستقرار، لنجد العبارات الملكية الحاسمة على لسان جلالة الملك، التي شكلت التشخيص والعلاج باعتبار الأردن والعائلة الهاشمية تحديدا ممثلة بعميد آل البيت أنه الوصي الشرعي على المقدسات الدينية في القدس الشريف وقد استطاع جلالة الملك كعادته بنقل رسالة واضحة وصريحة أن هذه الحقيقة، نُحتت حروفها ومعانيها على صخرة الإيمان؛ طُبقت بالأمس، وتطبق اليوم، وستطبق في المستقبل، لأنها جزء من الأردن الشامل الحاضن المميز عبر التاريخ والقادم.

المكون المسيحي في المجتمع العربي والشرقي عموما، وفي الأردن ودول الجوار المحيطة خصوصا، ليس مجالا للمناقشة بهدف الإثبات، ولم يكن نقطة خلافية أبداً عبر التاريخ، لأنه الأصل منذ الأساس، ولكن عبث البعض بلحن الوطنية، جعل للصوت النشاز صدىً يطرب البعض، ليستخدمه في الفتوى والتهديد، الأمر الذي جعل هذا السيف لهذا الوجود حاضرا، خصوصا أن هناك ممارسات وشواهد على استخدام سياسة المحاصرة والمضايقة والتهديد تمثلت بالقتل والإعدام والمطاردة على اسس عرقية ودينية، تبنته جماعات إرهابية تحت مسميات متعددة وبغطاء سياسي نعرف أبعاده وحدوده ومصادر تمويله والتي تتأرجح أصوله وانتماءاته، ففرضت الهجرة القصرية لنسبة مقدرة من الوجود المسيحي في المنطقة، ولكن الأمر هنا في الأردن مختلف جذريا، لسبب أبجدي أتمنى على الجميع إدراكه، بأن الإنتماء الديني لا يتعارض مع الإنتماء الوطني، لأن دستور الدولة بمادته السادسة وفقرتها الأولى ينص صراحة ». الأردنيون أمام القانون سواء، لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين »، ويقيني أن جلالة الملك استطاع بحكمته وعقلانيته بنقل الصورة واضحة للجميع أن الوجود المسيحي هو جزء أساسي من بناء الدولة الأردنية والمنطقة، والوصاية الهاشمية على المقدسات تشمل الكنائس المسيحية والوقف المسيحي، والمبادرة بتطوير منطقة المغطس على ضفة نهر الأردن، منطقة معمودية السيد المسيح باعتبارها منطقة مقدسة وأساسية للحج المسيحي، هي جزء من التزام الدولة الأردنية بتطوير بنيتها والاهتمام بتاريخها وتراثها، وقد تجلى ذلك بصورة واضحة يمكننا استخلاصها بتركيز جلالته على البعد المسيحي حضارياً وثقافياً وديمغرافيا وأمنيا، لأنه المقصد والمحج لمن بحث عن الحرية والسلام والأمن عبر تاريخ الدولة الأردنية الطويل.

المبادرة الأردنية التي بدأت منذ سنوات للحوار بين الأديان تهدف لزيادة التقارب واللحمة بضمان الحرية الدينية للعبادة والسلوك، وقد بدأت ثمارها بالنعمة والرخاء بتوضيح دقيق لبعض مفاصل الغموض على البعض، بعيدا عن العصبية واحتكار الحقيقة، ثم جاءت رسالة عمان مثالاً آخر على هذه السياسة الوسطية في منطقة الإعتدال التي تفرض حضورها لرؤية المستقبل الذي نتمناه، فالأردن القوي المستقل تمسك برؤية واضحة بالابقاء على أسمى علاقات الترابط بين المسلمين والمسيحيين، ورفض الأردن الراسخ لأية مشاريع تستهدف أرضه وحدوده وكرامته وكرامة شعبه، أو تمس الحق المشروع في الوصاية الهاشمية، خصوصا في فترة الضغوط التي مارسها البعض بهدف الإذعان، فكان الرفض الملكي بلغة لا تقبل الشك أو المساومة، لأن تحديد المستقبل يعتمد على رصف الحاضر، وربما التذكير للمواقف التي تُحفر على بُردى الأيام تتحدث بصراحة القول بأن الهاشميين هم الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، ووجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، هو أمر مقلق ويدعو للتحرك الفوري للاعتراف بهذه الحقيقة ومعالجتها، حيث إذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة، لن يكون فيها منتصر، لكن الواقع سينصف صاحب الحق وهو الأردن الهاشمي، ففقرات المقابلة بمحتواها عكست الذكاء، وبعثت رسائل قوية وشجاعة وواضحة لمن يبحث عن الحقيقة، ففي كل مرة يبدو استقراء الاردن واستشرافه لحقيقة مستقبل الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط صحيحة؛ هذا هو درس العديد من التجارب الماضية، ولهذا، فلابد من التعامل مع التحذير الذي أطلقه جلالة الملك عبدالله بن الحسين عبر حديثه الاخير لمحطة السي ان ان من المخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة.

تطوير منطقة المغطس وبناء الكنائس للطوائف المسيحية المختلفة لممارسة شعائرها الدينية واستقطاب الحج المسيحي اليها، مصلحة أردنية خالصة، فيها البعد الإنساني والوطني، وإعلان جلالتها بنية الأردن إنشاء متحف لتسليط الضوء على تاريخ المسيحية، كما يتم النظر في إنشاء حدائق تُزرع فيها الزهور والأعشاب والنباتات القديمة من المنطقة، ومراكز تدريب لمختلف الكنائس، وهو مشروع يمكننا أن نفخر به جميعا بعد مئة عام من الآن، فزوار منطقة المغطس هي مزيج من أتباع الديانات؛ المسيحية والاسلامية بالذات، وهي فرصة لكسر الحواجز وإظهار الفخر بالإرث المسيحي التاريخي هنا في الأردن وبالروابط بين المسيحية والإسلام، وهذا الموقع واحد من مواقع اليونسكو للتراث العالمي التي يجب حمايتها، وربما تصريح جلالته بلغة واضحة برؤية الموقع من منظور تاريخي ديني، هو رسالة واضحة للخطوط الأردنية الحمراء التي ان نسمح يتجاوزها لأي كان وبأي ظرف، فهذا الوقع واحد من أقدس ثلاثة أماكن للديانة المسيحية، ولذلك، فله أهمية بالغة للأردن، فهو يروي قصة أوائل اللاجئين إلى الأردن؛ السيد المسيح، وهي قصة تمتد إلى موجات اللجوء التي شهدناها في عصرنا هذا، فهنا كانت البدايات، وهذه رواية تحكي قصة الأردن عبر الزمان؛ وسيبقى الأردن الملاذ للمسيحيين وللحديث بقية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF