محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

محاور المقابلة الملكية.. القدس مدينة تجمعنا «1»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ. د. كميل موسى فرام

استطاع جلالة الملك عبدالله الثاني بمقابلته الأخيرة توضيح الموقف الأردني ذات المحتوى الواقعي للمنطقة التي يجب أن تحاكي ظروف الجميع بالتساوي، بداية من العنوان الأمثل بأن القدس مدينة تجمعنا؛ لنا جميعاً تعني عدم الإدعاء بملكية بحكم الوضع الراهن، فالمدينة المقدسة هي حاضنة لسلام جميع المؤمنين وتوحدهم باختلاف أديانهم؛ الحق بحياة كريمة ليس حكراً لأحدٍ أو منحةً من أحدٍ، بل هي ترجمة واقعية لحب الله وحب الجار والحياة الإنسانية، فالتحديات والاسفزازات بصورة دوامة العنف بذرائع مختلفة والتي يحاول البعض فرضها أو اختلاقها لتنفيذ أهداف يعتقد بملكيتها واحتكارها، يمثل سببا لتوالد العنف برد فعل منطقي معاكس للسلبية، وفرض وجوده بما يمثله من تهديد لجميع الأطراف، فلا منتصر بالبداية، ولكن صاحب الحق هو المنتصر الأكبر كما تعلمنا من دروس التاريخ وإيماننا بالحق والسلام؛ نحن على ثقة بأن خروج قطار السلام عن مساره المفترض، سيضاعف حجم المعاناة للشعوب التي لن ترحم، وسيكون للمتسببين حساب وقصاص.

يمثل التحذير الملكي من حدوث انتفاضة مدمرة لفرص السلام والاستقرار بعد يأسٍ من تحقيق العدالة، جرس الإنذار المبكر الذي يدعو للحذر من خطوات القرار والتنفيذ من جانب واحد، فهناك إجماع دولي وعالمي على أبجديات الحلول السلمية غير قابلة للتجزئة أو القسمة على مربع التفكير الذي يحصر الملكية ويحرمهما على الآخرين، فالحياة الكريمة على الأرض هي حق مقدس للجميع بدون استثناء، والقدس عاصمة للديانات السماوية التي أرسلها الله لشعبه لتكون الأرض المقدسة موطناً لشجرة المحبة التي تثمر الطمأنينة وتوزع السلام بالتساوي بين البشر؛ كل يمارس عباداته وطقوسه بمنطق رسالته بالتوازي مع حقوق الآخرين ودون تقاطعهم، وربما علينا أن نستذكر الرسائل الربانية التي تدعونا للصحوة بعد أن ابتعدنا، ليكون التحذير الملكي بضرورة التمسك بخيار السلام للشعوب التي لن تتنازل مهما كانت ظروف واقع اليوم، فهناك التزام وإرث وصفحات التاريخ توثق الحقوق لمنع العبث أو الإدعاء؛ الشعوب تود المضي قدما في حياتها وأن تشعر بوجود الفرص التي تجنبها العنف وبراكينة المدمرة، وهي الفرص التي يجب توظيفها للرخاء وإنارة شمعة الأمل باليوم والغد المشرق بعد مراجعة أمينة وتحليل واقعي لأحداث الأمس لاستخلاص العبر التي ترصف الطريق الصلب والقويم.

القراءة التحليلية لمحاور ولغة المقابلة الملكية تبين بوضوح الدقة المعهودة بجلالة الملك لعباراته التي يختارها بعناية، بعيداً عن لغة العصبية والاندفاع والتهديد والتي توظف بصيغتها لإرساء مبادئ التفاوض على الحقوق من منطلق الحق والقوة؛ فالحروف والكلمات ونقاط التفقيط، تصنع من العبارات حكما وتعطي دروسا في فنون السياسة والدبلوماسية، لأنها تخاطب العقل والمنطق وتتسلح بجدار الحقوق للجميع، فالبديل هو لغة العنف بمختلف أسلحتها التدميرية والتي تتغذى على الأجساد وتروى بالدماء البشرية ومبرر لولادة التطرف الذي لا يرحم، وربما ما نشهده اليوم من صراعات وحروب نازفة، يشكل اليقين لتطبيق محاور اللقاء الملكي، الكفيلة بالاستقرار للجميع، فجلالة الملك حارب ويحارب لإحقاق الحق، غير آبه بنظريات المؤامرة، لأن الصدق ونتائج العمل تتحدث عن ذاتها، وهما طريق النجاة والنجاح والتحليق بمنطاد فوق هضاب السعادة التي ننشدها، فهو يعيش مع الأرض وترابها، يمتزج فيها وتضاريسها، يؤمن بأن معركة النجاح وتحقيق الذات تسيران بخط متوازٍ على أرض الواقع وفي العالم الافتراضي، مدرك ومقتنع بأن التاريخ قد لا ينصف الشجعان أحياناً، لكنه لن يستطيع ان ينكر عليهم عطاءهم، بل سيعترف بوجودهم وصحة نظرهم وهم أصحاب الحق.

مراجعة لصفر المنطقة الحافل بالأحداث، وقراءة لكلام بردتها وأيقونتها، يجد في كل مرة وضوحا ورؤية تفاؤلية؛ قدر الأردن الكبير بقائده وشعبه، فيبدو استقراء الاردن واستشرافه لحقيقة مستقبل الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط صحيحة كما هو واضح من لغة جلالته؛ خلاصة غنية ودروس مستخلصة ومبنية على العديد من التجارب الماضية، توجب التعامل مع التحذير الذي أطلقه جلالة الملك عبدالله بن الحسين عبر حديثه الاخير لمحطة السي إن إن من المخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة؛ انتفاضة قد تخرج عن السيطرة وتتغذى برد فعل للقوة المفرطة، حيث تنبع أهمية تلك المخاوف الاردنية من العديد من العوامل، ولعل في مقدمتها الخبرة التي اكتسبتها عمان في التعامل مع الحزب الحاكم في اسرائيل طوال اكثر من ثلاثين عاما هي مدة اتفاق السلام بين البلدين، عنوانها احترام خيار الشعوب لقياداته وخصوصيته، فقدرة الاردن على مجابهة أي خروج او محاولة التملص من التعهدات مع تعدد تلك المحاولات، حاضرة كل الوقت، حيث شهدت العلاقات بين البلدين عبر الزمن (القليل من المد والكثير من الجزر)، لكن الموقف الأردني الصلب باعتباره عراب السلام ومحرك بوصلة المحبة للمنطقة، يرى أن التصريحات الملكية في هذا المحور، هي صمام الآمان للمنطقة وشعوبها، أُطلقت بتوقيت حاسم لعل البعض يتعظ ويفيق من سباته ليتخلص من أوهامه، ففي الحياة ما يستحق الطموح والحلم والتضحية وللحديث بقية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF