محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حملٌ فوق ثقلٍ

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أسامة خالد أبو الغنم

أرهقت الحياة أكتاف البشر، حتى باتت الحياة لدى البعض عبارة عن أحمال تعتلي أكتافهم يحملون وزرها طوال السنون الممتدة من أعمارهم. ونادراً ما تنزاح هذه الأحمال عن كاهلهم في لحظات لا تمتد لأكثر من برهة من فسح الزمان لا يجدونها إلا هنا أو هناك.

الحديث هنا ليس عن هموم البشر، الحديث عن لقاءاتنا العابرة بالبشر المثقل، حتى أصبحت جل لقاءاتنا ما هي إلا تبادل للأحمال والهموم مع كتلة بشرية مركبة من أعباء الزمان وأحماله، تراكمت فوق تلك الأكتاف من زمن عجاف وآمال بعيد وأمنيات تلامس الخيال.

علينا الإيمان وربما التيقن بأن كل من نصادفه يحمل وجعاً ويصارع مشاكله وهمومه في معركة مع الحياة، في سلسلة من الأحزان والخيبات والهموم. وربما ما ورد عن أفلاطون قوله: «كُن لطيفاً، لأن كل شخص تقابله يقاتل بشراسة في معركة ما» هو أمراً واقعياً وصحيحاً في كثير من الأحايين.

كثيراً ما يكون غالب الحديث مرتبطاً بالشكوى والبوح، بوح الهموم. فالبشر يحبون البوح لأن فيه راحة من حمل المواجهة وحيداً. كنت منصتاً حينما يجرف الحديث بعض الشكوى، وابتعد كثير عن رد الشكوى بشكوى مثلها.

حديث الشكوى العابر والمتبادل بين البشر لا يحتاج سوى أن نستمع للحظات الصفاء والبث، لا يحتاج منا ساعتها للعتاب وأثقال الحديث، لا يحتاج عرض همومك وكأنها أكبر من همومه، فالأمر ليس تحدياً.

غالبا ما يكون الحديث لا يتجاوز بوح ساقه الارتياح ليخرج ويأكل أطراف الحديث وشجونه، ليخبرك بطريقة ما أنه مثقل ولا يحتاج أحمالاً زائدة، ليخبرك أن تكون لطيفا مع أوجاعه وجانبه الهش والمتآكل من عجاف الزمن الرديء.

الأمر لا يحتاج شيئا سوى أن تكن لطيفاً مبتسماً مستمعاً داعماً ومسانداً إذا استطعت. لا يحتاج الأمر أحياناً سوى سكوتك والاستماع.

كن شيئاً جميلاً يعترض طريق الآخرين ساعة اللقاء، فالجميع لا ينقصه ثقل فوق حمل، كُن لطيفاً هينا خفيفاً أينما حَللت في لقاء الهموم المتحركة، كن يداً تمتد لتلامس انفصام الحنين وشيء من بقايا الجمال المترسب في الدواخل، كن سعيداً فالبشر أحوج ما يكونون للسعادة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF