لست بالمتشائم لكن هناك حقائق فارضة نفسها على الواقع، وهنا اعني مدى تقبل طلبة الجامعات الاردنية بشقيها العامة والخاصة بالاضافة الى اعضاء هيئة التدريس لفكرة الانتساب للاحزاب، واستنادا للارقام فان عدد المهتمين من الطلبة لفكرة الانتساب للاحزاب ما زالت ضئيلة جدا ودون التوقعات ودون الطموح، وهذه النتيجة بناء على قراءات عديدة ومختلفة، اولها واخطرها: أن الشباب لا يلقي بالا او حتى التفكير بالانتساب للاحزاب؛ وذلك نتيجة للخلفية الثقافية للطلاب التي تعود للاسرة التي تحذر ابناءها من الانتساب للاحزاب خشية عليهم من المساءلة القانونية او حتى لا تكون عقبة في توظيفهم وامام مستقبلهم، رغم صدور نظام العمل الحزبي داخل الجامعات، وثانيا ضعف الثقافة السياسية او الحزبية لدى الشباب انفسهم، وثالثا قلة اهتمام الاحزاب سواء القائمة منها أو التي ما زالت تحت التأسيس من التوجه للشباب في جامعاتهم والاشتباك معهم وجها لوجه للإجابة على استفساراتهم وتبديد مخاوفهم؛ إلا أن الاخيرة غير موجودة باستثناء بعض المبادرات التي لا تكاد تذكر.
إن احصينا عدد الجامعات الحكومية والخاصة والتي تزيد عن 30 جامعة ومعهدا وكلية ؛ فاننا سنجد مجتمعا شبابيا مثقفا قائما بذاته،تستطيع الدولة البناء عليه لتنشيطه وتفعيل حراكه تجاه العمل الحزبي وتنشيط الحياة السياسية برمتها في المملكة؛ لكن للاسف فان هذا الموضوع باعتقادي لم يدرج بالشكل المطلوب او لم يكن الاستعداد جاهزا وايضا طريقة التعامل مع هذا الملف لم تكن موفقة.هناك الكثير من الموضوعات تشغل فكر الطلبة خلال مرحلة دراسته في الجامعة،واهمها على الاطلاق التفرغ الكامل لجامعته بما تحمل من دراسة وانشطة وفعاليات وصحبة وغيرها، اما موضوع الاحزاب فيكاد يكون معدوما؛ اما الطريقة المثلى لمعالجة هذه القضية فهي التوجه للاسرة بداية ثم اعضاء هيئة التدريس وتخصيص منهاج وطني كمتطلب اجباري ضمن الخطة الدراسية للطالب واخيرا بناء ثقافة حزبية او سياسية من مرحلة المدرسة لاستكمالها في الجامعة وهذا للوصول الى حركة حزبية يكون للشباب فيها النصيب الاكبر باعتبارهم النسبة الاعظم في المجتمع وجيل الغد، وتحقيق ما يصبو اليه جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الامير الحسين ولي العهد المحبوب باشراك الشباب بالحياة العامة بعد تأهيلهم بالصورة المطلوبة ليكونوا قادة الغد.
ما المطلوب لإقناع الشباب بالحزبية؟
09:52 28-12-2022
آخر تعديل :
الأربعاء