محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

عيد الميلاد المجيد

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ. د. كميل موسى فرام

نحتفل بعيد الميلاد المجيد، يوم ميلاد المحبة والسلام لرسول السلام، الذي بذل ذاته لخلاص البشرية من الخطيئة، مناسبة لنقل التهنئة والمعايدة لكل من يسكن فوق تراب هذا الوطن الجامع؛ وطن التآلف والخير، وطن المجد والأمل، وسوف يكون الأحد المقبل بإذن الله بداية عام جديد؛ واحة نعيد فيها زراعة أحلامنا التي لم تثمر أو تتحقق، ونكمل مشاريع أهدافنا التي بدأت ونغذيها بالعزم والثبات، نستعيد فيها جزءا من ذاتنا التي سرقتها الأحداث، لأننا نعيش فوق ثرى هذا الوطن الذي يوفر لنا السلم والسلام، الأمن والآمان، فبعد معاناة كغيرنا لأيا? عام كامل مليء بالتحديات والأحداث التي عصفت بالفكر والسلوك البشري، بعضها كان امتحان رباني للقدرة على التحمل أو رسالة تحذير للنفس البشرية بضرورة الالتزام وعدم الامعان، نجد الوقت قد حان للمراجعة والانطلاق بعد تحديد أسباب الإخفاق أو التأخير.

يحظى الأردن القوي المستقر بقيادة هاشمية ملهمة، فكان قدر محتوم لقائد الوطن لمواصلة جهوده لاحلال السلام بالمنطقة بالرغم من تشعب احداثياتها، ويمكننا الجزم أن الاحترام الذي يحظى به جلالة الملك وصواب رأيه وحكمته وبعد نظره وصواب توقعه ودقة تحليله ومهارة تشخيصه، جعلته المؤهل وربما الوحيد بين قادة الدول، الذي يحافظ على زمام المبادرة لثقته بقدرته على قيادة عربة السلام المبني على أسس العدالة والقرارات الدولية لتعيش الأجيال القادمة بسلام وآمان، محبة وتوافق، بعد عقود من الحروب والدمار واستنزاف الموارد، وربما الأمل الي?م بغد أفضل عندما تنجح الجهود بوقف الحروب والنزاعات، تمهيدا لنشر نسائم المحبة بين النفس البشرية باستحقاق.

الدور المحوري الدولي لجلالة الملك لم يتعارض أبدا مع دوره الحافظ لاستقرار المجتمع على المستوى الوطني حيث يحمل هموم شعبه في مدنه وقراه وبواديه ومخيماته، نراه الحاسم في مفاصل الخلاف، يستقبل ويحاور مختلف فئات الشعب العمرية والوظيفية، يترأس اجتماعات السلطة التنفيذية أحيانا لمتابعة درجات الانجاز لما ورد بكتاب التكليف السامي، يزور ويساند المناطق الأكثر فقرا وحاجة على مستوى الوطن بابتسامة وحرص أبوي على تسهيل حياة الناس وتذليل صعوباتها، يتابع انجازات الادارات والهيئات المستقلة عبر تقاريرها السنوية والفصلية، لا تفار?ه ابتسامة الأمل والثقة باليوم والغد لمستقبل واعد، الوحيد القادر على التشخيص في الكثير من الهموم الوطنية كونه القاسم المشترك والقريب من الجميع بنفس المسافة، يبشرنا بدور الشباب في جميع مفاصل التقدم للدولة الأردنية الحديثة في المستقبل.

الإعتراف بوجود المشكلة بأمر ما، هو الخطوة الأولى بوضع خارطة طريق للحل الذي يعتمد على الحقائق، ولكن ثمة حقيقة الانكار التي نمارس عليها اسس التزلج فتنقلنا من رصيف الآمال لرصيف الأحلام لتتبخر بصدام مؤسف مع الواقع، وللتوضيح، علينا الإعتراف بداية بوجود مشكلة أساسية تتمثل بولادة حاجز قوي يحجب الثقة بين المواطن وكثير من المؤسسات، بل ساهم بوجود حاجز نتيجة سلسلة من التراكمات عبر الزمن، عصفت بأسس التوافق، اعتراف مرير يحتاج للوقوف على أطلاله وعدم القفز عن أبجدياته إذا كان هناك جدية للحلول، بعيدا عن حماسيات الكلام، فإ?ا كانت الثقة ركناً ببناء منظومة مجموعة القيم للدولة الحديثة التي ننشدها، فعلينا استثمار رقعتها بما يناسب طموحاتنا ضمن إقليم التحديات التي تعصف بنا، بل ورفدها بما يشير لاتحاد النوايا، لأن التمسمر خلف جدران الحقيقة بحصرية وأنانية، يرفع من وتيرة التحدي بين أطراف المعادلة؛ مقاصة خاسرة ونزف للمقومات، تأخير مقصود عن عربة التقدم وسط عالمنا المتغير الذي نبحث فيه عن مساحة نملكها، لنشكل رقعتها بما يناسبنا.

اتساع فجوة الثقة لدى المواطن، عنوان حقيقي مؤلم على أرض الواقع، يحتاج منا التعامل مع معطياته بوطنية وحرفية، لأن الحرص يحتاج منا وقفة مصارحة حقيقية مع الذات، نتقبل ونعترف بصدر رحب بوجود مشكلة للبحث عن أسبابها، ووضع الحلول المناسبة بما يتوفر لدينا، ونحن بأمس الحاجة لتغيير نمط التبرير المعهود، الاعتراف بالتقصير يقودنا لحلول ناجعة، فالعهود السابقة قد تغيرت، والدراية لنا بباطن الواقع حقيقة نسير على هديها، لأن الإصغاء لخطاب المسؤول قد أصبح ترفا محصوراً في الوقت الضائع وعنوانا لرسالة فكاهة عبر وسائل التواصل الاجتم?عي، والخطابات النارية بالمناسبات، لم تعد تستحق الاستماع اليها أو مناقشتها، لأننا ننزف بالطموحات والآمال، بالقدر الذي شكل تهديدا مباشرا لصحتنا وديمومتنا، فكفانا سلخ الذات لأن الجميع حريص على تقدم الوطن واستقراره وكل عام وأردننا وشعبه الطيب بخير وللحديث بقية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF