تجسيدا للمعادلة البشرية والحياة ضمن معادلاتها الممتدة، يحلم الكل للعيش بامنٍ وسلامٍ ضمن مساحة الوطن الأنموذج بكل أبعاده وتفاصيله، الوطن الذي يوفر العدالة والطمأنينة لأبنائه وساكنيه، وقد حبى الله الأردن بقدر يمكنه أن يكون كذلك بحكم موقعه الجغرافي المتوسط، تاريخه الحافل الجامع، وقيادته الهاشمية الممتدة للرسول العربي الكريم، حيث الحفيد الحاضر الذي يتابع ويعمل من أجل المحافظة على هذا الإرث والوعد، وربما الأردن كغيره من الأقطار، اجتاحته صعوبات وفترات حرجة عبر تاريخه، فكان منحازا للحلول التي تحافظ على منجزاته وو?وده ودوره، الأمر الذي منحه وسام الاحترام الدولي كبلد سلم وسلام؛ بلد احتضن الحضارات، يقبل القسمة على الجميع وللجميع.
في المواقف الصعبة التي تؤثر بالمسيرة الوطنية ومهما كانت مسمياتها وتصنيفاتها، يكون للحضور الملكي وقعا سحريا يساهم برسم السعادة والأمل، حيث ترسخت لدينا القناعة التامة بأن الحسم سيكون عبر ابتسامة ووعد وكلمة، لأنها مكونات مثلث العدالة والهدف الأسمى، خصوصا الأحداث ذات الصبغة المؤثرة بالواقع المجتمعي، وربما الحرص الملكي بتوجيهاته للمحافظة على السلم الوطني، نابعة من ايمانه المطلق بأن سقف وجدران الحرية والأمن، مسؤولية متكاملة بين الدولة ممثلة بأجهزتها، والشعب الذي يعيش على أرضها، علينا التذكر واليقين دائماً، أن ال?فة الأسمى التي نعتز فيها، منصة الأمن والأمان؛ القاعدة الأساس للطمأنية والتي تشكل الجذر الأقوى للبقاء والاستمرار، وعلينا أن نتذكر ونذكر بسهام الحسد المصوبة لنحر هذه المعادلة ونسفها، ليكون اليقين بالماضي والحاضر هو الأساس للمستقبل.
الدور الحيوي للأجهزة الأمنية لترسيخ تطبيق هذه الأسس، واضح وأساسي؛ القاعدة القوية للبناء، لا يحتاج لشرح أو مبررات، وأفراد الأجهزة الأمنية الذين يسهرون ويضحون، يدركون لأهمية دورهم، هم جزء من أبناء الطبقات الإجتماعية لهذا الوطن؛ معادلة اجتماعية ترسم حروفها أيقونة أردنية مميزة، ذات معطيات واضحة تجعل من المحافظة والانتماء سلوكاً ومرجعا للاستئناس، ولأن هذه الأجهزة تقف على مسافة واحدة من الجميع حتى ضمن محاور الاختلاف، فقد نالت احترام الجميع ورعاية الجميع، فوجود رجالها ومنتسبيها في تضاريس الوطن، يبعث رسالة اطمئنان?للحضور لأنهم جزء مؤثر من التركيبة العائلية الصغيرة والكبيرة والعشائرية؛ حجار البنيان لأردن قوي مستقر.
الرعاية المليكة للأجهزة الأمنية، مستمرة منذ ولادة الدولة الأردنية، تجذرت ببناء الدولة الحديثة، فلا يوجد مناسبة أو حدث وطني، يخلو من عبارات تأكيدية على أهمية دعم الأجهزة الأمنية بكافة تشكيلاتها ومسمياتها؛ الجيش العربي المصطفوي وأذرعه الأمنية بجميع تصنيفاتها ومسمياتها؛ نهج يترجم على أرض الواقع الرؤيا لعبور المستقبل، الذي يمنح الحصانة لأفراد هذه المؤسسة بكفالة ملكية مطلقة، لتكون الكلمات الملكية الأخيرة بالتأكيد على الثوابت بأنه سيتم التعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة ويتعدى على الممتلكات العامة و?قوق المواطنين، مؤكدا أن الاعتداءات وأعمال التخريب مساس خطير بأمن الوطن ولن يسمح بذلك، ولن يقبل التطاول أو الاعتداء على نشامى أجهزتنا الأمنية الساهرين على أمن الوطن والمواطنين، عبارات لا تحتاج لتفسير؛ اختصرت وبعثت رسالة شفافة واضحة، نحن بأمس الحاجة لها فهماً وتطبيقاً، فالفرقاء وأبناء الأجهزة الأمنية أحيانا، مكون حصري الوطن، وللجميع الحق بالتعبير بحرية مسؤولة للظروف الإقتصادية الصعبة التي تفوق قدرات التحمل، فالعيش الكريم حق دستوري، والوطن الآمن سرير الأحلام الدافىء وحاضن الآمال لواقع. استعراض لمسيرة الدولة ا?أردنية، تُبين أن الوجود الملكي وتوجيهاته، كانت عاملاً للتشخيص والعلاج للعديد من نوبات الاحتقان بين مكونات الدولة أو مؤسساتها بالوقيا المناسب، لمسات سحرية تترجم الحرص الملكي برسالة شاملة، فالقفز عن حاجز المفاوضات والتمترس خلف القناعات، يحتاج للمسة ملكية سحرية المفعول والتأثير، أثبتت قدرتها كقاسم مشترك لجميع طبقات المجتمع الأردني، فالوجود الملكي الحسي في الميدان، يمثل اعتبارات يصعب حصرها، خصوصا أن هذه المواقف تسمح بالإطلاع على الواقع بغير رتوش أو اختصارات، فالحقيقة على أرض الواقع تختلف عن الحقيقة التي تنقل، ?يها قراءة لحركات العين واللسان وتعبير الوجه وأتون المؤآساة. المحافظة على أمن الوطن، مسلمات ليست للمناقشة. جلالة الملك؛ القول والحسم وللحديث بقية.