أصعب شيء أن يعامَل الحرير معاملة القماش، فيأكله السّوس في المخازن وبين الرفوف، فهو يطالع الأجساد ويتلبّسها، حتى إذا ما أحسّ بأنّ يدًا ناعمةً ستنقذه مما هو فيه، التفّ حولها يشكوها حرّ الهجير وظلمة المحلّ وسطوة التاجر والبلادة التي يعيشها المكان. كثيرٌ من حريرنا يضيع بسوس اليومي والرتيب والكئيب والتفاصيل التي كان يجب ألا يُشغل بها؛ فهو الأرقى والأنقى والأكثر أحقيّةً في تلبّس الأجساد. حاول قماشٌ عاديٌّ يتلبّس جسدًا أن يرى نفسه على حرير صامت معتّق في السجن، فذاب خجلاً.. من النعومة!