هـَلْ سَنَبقى وَحيدَين سَـيّدَتي؟
عَفواً.. لَمْ يَكُن قَصدي.. ولكن...
أرهَقَتني ذِكريات الأمسِ
أرهَقَني التَّفكيرُ بالآتي...
وكُلُّ الَّذي يَجري...
وحينَ سِرنا وَحيدَينِ في الشارع.....
عاشِقَينِ كُنّا...
تَحتَ مظَلةٍ تَجمَعُنا....
نَتَّقِي رذاذَ المَطرِ وأوراقَ الخَريف....
وفيِما المَطرُ يَنهَمِر...
كُنَّا نَتبادلُ أحاديثَ العِشقِ والفَنِّ...
وأحاديثَ السِياسَةِ.. وحَكايا الغَرام...
وكُلَّ ما يُمكِنُ عَلى البالِ أن يَخطُر...
كُنّا نَتبادلُ زَقزَقَةَ العَصافيرِ....
وهَديلَ الحَمام...
تَبادَلْنا حَتَّى الشَّتائِم والتُهم...
وأخبارَ الرِفاق...
وقُبَيلَ المَغيبِ....
حينَ تَبادَلنا أحاديثَ العِشقِ والآتي....
وغرِقَتْ بالدَّمعِ المآق....
بَنَينا الأحلامَ... نَسَجنا خُيوطَ المُستَقبلِ....
لَمْ أكُن أعرِفُ أنّي أودّعكِ....
لكنّي....
عَرَفتُ ذلكَ بَعدَ حين... وحَنينٍ وطولِ اشتياق...