نشرت قناة المملكة تحقيقًا بعنوان «مربيات العصا»، ولدور الإعلام كسلطة رابعة، فقد سلط التحقيق الضوء على قضية لربما تكون غير مألوفة، وهذه خطوة مهنية مهمة نلتمس فيها حرفية الإعلام الوطني وإيمانه بدوره وتأثيره بالمجتمع وأحداثه.
ما ينوي هذا المقال توضيحه أن معلمينا محصنون، ضد هكذا تصرفات وسلوكات، ولا يمكن أن يكون المعلم الأردني إلا على قدر عالٍ من الوعي والتأهيل والتدريب التربوي المناسب ليقدم خدمة تعليمية تناسب مهارات القرن الواحد والعشرين ورسالته السامية.
تنطلق حصانة معلمينا من روافد عدة لعل ابرزها: قيم المجتمع الأردني الاصيلة، فهو ابن هذه البيئة المحصنة قيميًا، كما أن فلسفة وزارة التربية والتعليم منبثقة من منظومة من المبادئ والأخلاق وأسس فكرية واجتماعية واضحة، ومعايير تنمية المعلمين والفلسفة الشخصية واخلاق مهنة التعليم.
كما أن مدارسنا تحكمها ضوابط عمل تربوي متقدم مستندة في تطبيقها على الكوادر التعليمية والإدارية علاوة على وجود مرشد تربوي مختص يساهم بشكل كبير وفق رؤية وزارة التربية والتعليم وعلوم النفس والإرشاد المدرسي على إدارة وتقويم سلوك الطلبة ومتابعة حاجاتهم النفسية والاجتماعية وفرص التحسين كذلك.
معلمونا يمتلكون المعرفة والتطبيق لآليات واستراتيجيات وطرق كثيرة نابعة من العلوم التربوية الحديثة حول التدخلات الضابطة لسلوك الطلبة وإدارة الصف وكيفية التعامل مع أنماط سلوك الطلبة المختلفة، يحصل عليها كمتدرب خلال الخدمة في وزارة التربية والتعليم من خلال برنامج تدريبي مختص للمعلمين.
إن قدرة المعلم على مواجهة أي سلوك داخل الغرف الصفية بعيدًا عن العقاب البدني بما ينسجم مع توجهات وزارة التربية والتعليم، ولعل وجود مجالس الضبط المشكلة في المدارس الحكومية والخاصة ومجالس أولياء الأمور ومجالس الطلبة ومجالس التطوير التربوي القائمة على الشراكة المجتمعية بناء على قوانين وتعليمات وزارة التربية تساهم بشكل فاعل في ضبط سلوكيات الطلبة وتعديل السلوك من خلال سلسلة من الإجراءات والتدخلات بما يتلاءم مع الموقف السلوكي وتبعاته بما يضمن كرامته.
معلمنا الأردني عالي الهمة ومتمكن من رسالته التي تتشعب إلى أدوار تعليمية ونفسية واجتماعية وبناء الطلبة ليستطيع المضي للأمام. ولطالما كان المعلم الأردني محط تقدير واحترام طوال تاريخ الأردن الاجتماعي والسياسي. فنظرة المجتمع دائما للمعلم تفوق كل الشبهات، خاصة مع المستوى المتقدم لحرفية المعلم القائمة على التدريب وتطوير الذات.