ما حفزني على كتابة هذه المقالة هو تهنئة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، مؤخرا، الطالب «أيوب تايه» الذي حقق معدل (5،96)% في الثانوية العامة تخصص علمي، بالرغم من عمله اليومي في احد محلات الحلويات حيث أشاد سمو ولي العهد بعزيمة وإرادة الطالب وقدرته على الموازنة بين العمل والدراسة..
كما عبر سموه عن شكره لادارة المحل التي قدمت الدعم للطالب خلال فترة دراسته..
خبر تداولته وسائل التواصل الاجتماعي بكل إعجاب وتقدير..
فعلا ما أجمل ان نسمع عبارات التحفيز من شكر وتقدير ويعطيك العافية..فيتداولنها الناس بالوقت المناسب والمكان المناسب مما يضفي اجواء ايجابية على المكان والزمان والإنسان.. حيث سيضيف التحفيز «الخارجي» إضافة نوعية للتحفيز الداخلي «الذاتي » لتعكس محصلتهما على الإنجاز المتقن والتنمية والنمو والتقدم..
فعلا هكذا تحفيز من سمو الامير حسين لهذا الطالب هو بمثابة مدرسة في تقدير الذات وايضاً تحفيزها هما بمثابة قطبين اساسيين لتشجيع المرء ليمضي نحو تحقيق احلامه بالرغم من العراقيل التي تقف بطريقه..
علاوة على أن التحلي بالعزيمة والإصرار تشجع على بلوغ الهدف فما أحوجنا اولا الى تحفيز انفسنا.. والى احاطة انفسنا بأناس ايجابيين لدفعنا دوما للأفضل ثانيا..
وما أحوجنا ايضا إلى ثقافة مجتمعية نابعة من تربية أسرية تعتمد تداول عبارات الشكر والتقدير كجزء لا يتجزأ من سلوكياتها..هذا على مستوى الأفراد فما بال المؤسسات؟
فللتحفيز إثر بخاصة في مجال العمل وداخل المؤسسات مما يؤدي الى انسجام عناصر نظام العمل والتحرك بحيوية..
فالتحفيز داخل المؤسسة هو بمثابة عملية دورية لتقدير الأداء الوظيفي للموظف والإنجازات والقدرة على تحسين مناطق القوة وتقوية مناطق الضعف..
فعلى سبيل المثال تعمل الإدارة في الدول المتقدمة كل ما في جهدها لتحفيز العاملين للرفع من أدائهم وزيادة ولائهم لمؤسساتهم بشتى السبل كربط كمية الأداء بحافز مادي وايضاً ربط العلاوات بالإنجاز الجيد للعمل وليس بالمعايير الوظيفية والأقدمية في العمل..
ولعل أكبر محفز للموظفين هو أن يتناسب دخلهم المادي مع حاجاتهم الأساسية فالاحتياجات المادية هي من أهم أسباب التحفيز كما الاهتمام بالعاملين ودعمهم ومحاولة خلق بيئة عمل ملائمة للموظفين ضرورة أساسية
متفقين معا على أن «التحفيز المعنوي» يكمل «التحفيز المادي».
فمن صور الحوافز «المعنوية» المستخدمة في الإدارة الحديثة هو تقييم اداء العاملين الجيدين والإشادة باسهاماتهم المميزة التي اضافت للمؤسسة.. فالتحفيز عن طريق الحوافز يتم ايضاً عبر إعلان المدراء عن مجموعة من الجوائز والمكافآت يضعونها نصب اعين العاملين لشحذ هممهم..
فمهمة المدراء التفكير باستحداث مكافات جديدة لحث العاملين على إنجاز ما يُسند اليهم من اعمال.. والاهتمام بهم ايضاً بما يتضمن عن البحث عما يعرقلهم بتأدية عملهم على احسن وجه واظهار المساندة لهم ومشاركتهم افراحهم واحزانهم والتعامل معهم بإنسانية.. وشكرهم على جهودهم وفكرهم المتميز ومنحهم الجوائز والشهادات والألقاب فلا يضنّ المدير بالشكر والتقدير مكتفيا فقط بالعقوبة مما يحبط الموظفين..
إذ لا بد من تقدير جهودهم ومنحهم ألقاباً مثل عامل الشهر المتميز في الشهر او السنة مع إشعارهم بالثقة بإدارة مؤسستهم والتعاون معهم لتطوير العمل.. الخ من ارشادات تنظيرية يتم تطبيقها على أرض الواقع.. عبر «إدارة رشيدة» تضع استراتيجية للتحفيز لتحقيق اهدافها من خلال برامج يتم متابعة نتائجها وتقييمها بين الحين والآخر
فمفتاح الحل يكمن بالإدارة الرشيدة، فمفهوم الإدارة معروف ومتداول بين الغالبية التي تدرك معناه متفقين على ان التحفيز هو بمثابة جزء لا يتجزأ من الإدارة الرشيدة ولا يجوز أن يبقى في حيز التنظير..
فللتحفيز دور يحقق نزعتنا الجدية للمضي نحو تحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والادارية، هذه التنمية بأنواعها تحتاج إلى جهد جهيد ليتم تحقيقها وبلورتها على أرض الواقع من خلال ادارة تتوخى المهنية البحتة والصواب دون تسيّب أو تسريب بحيث يتم توجيهها ضمن مجراها المرسوم بعيدا عن العشوائية وضررها..
مؤكدين بهذه العجالة أننا لا نستطيع تحفيز الآخرين ولكننا نستطيع أن نؤثر على ما يحفّزهم.
hashem.nadia@gmail