شباب وجامعات

الشباب في فصل الصيف.. تمكين اقتصادي وتنمية مهارات

يبقى الاهل دائما في توتر وتخبط عند بدء العطلة الصيفية بمجرد تفكيرهم كيف سيقضي ابناؤهم هذه الفترة بما يفيدهم ويبعدهم عن التشتت والتخبط.

الكثيرمن الشباب وطلاب المدارس والجامعات يتحهون نحو استثمار العطلة بشكل مثمر وذلك من خلال التوجه نحو سوق العمل في الوقت الذي يرفض منهم ذلك ويفضل قضاء عطلة الصيف بين الاسترخاء والاستجمام وارتياد الاماكن الترفيهية وغيرها.

الخبيرة الاجتماعية منى الزاهد تتحدث عن عمل الشباب في العطلة الصيفية وأهميتها في اعطائهم فرصة لتنمية مهاراتهم وصقل امكانياتهم واضافة مزيد من الخبرات العملية.

وتضيف ان عملهم يدفعهم الى عدم الاتكال على اهاليهم وان يتكلوا على انفسهم وكما يؤثر على شعورهم بأهاليهم وكيف يسعون جاهدين لتحصيل المال وتحقيق ما يتمنون ويلبون طلباتهم.

وتؤكد ان العمل يقضي على وقت الفراغ بما يفيدهم يبعدهم عن الكثير من مظاهر الانحراف التي تتولد من ساعات الفراغ الطويلة التي يقضونها بفترة الصيف.

العمل أثناء الدراسة

ويتحدث الخبير الاقتصادي د.وجدي مخامرة عن اهمية عمل الشباب اثناء جلوسهم على مقاعد الدراسة وما يتركه من اثر عليهم في الاعتماد على النفس والريادية حيث يشعر انه يعتمد على نفسه وقادر على التمويل.

ويبين ان هذه الطريقة من اكثر الطرق التي تؤثر إيجابا على شخصية الشباب من حيث صقل شخصيتهم واعتمادهم على انفسهم وابتعادهم عن مشاهد الانحراف التي باتت متاحة بسهولة.

ويؤكد ان هذا العمل يساعدهم عند تخرجهم واذا سافر احدهم لاكمال دراسته خارج الاردن سيعكس ذلك إيجابا عليه ومنهم من يعمل ليصرف على دراسته او حياته.

وتمنى مخامرة من القطاع الخاص العمل على استقطاب الشباب في فترات العطل خاصة لتشجيعهم على العمل والاعتماد على انفسهم «حتى نساعد في اخراج جيل اكثر اعتمادًا على نفسه وقادر على خلق الفرص».

وشدد على مفهوم الريادية لدى هذه الفئة العمرية الصغيرة عند العمل اثناء العطل واثناء الدراسة وان لا ينتظرون فرص العمل المقدمة من الحكومة بل ستتسع مداركهم ويتطور فكرهم ليصبحوا قادرين على انشاء مشاريعهم الخاصة او ايجاد فرص عمل غير تقليدية.

وفضل ياسين الصرايرة طالب في المرحلة الثانوية استثمار اجازة الصيف في العمل في احدى محطات البترول في محافظة الكرك وذلك من اجل ان يجرب خبرة العمل وكسب القليل من المال ليصرف على نفسه في العطلة دون الرجوع الى اهله.

وقال إنه لقي التشجيع من والديه للعمل ليصقل شخصيته ويشعر بالاستقلال المادي وان مثل هذا العمل يشعره انه قادر على الاعتماد على نفسه.

ويؤكد ان على الشباب التخلي عن «ثقافة العيب» وان العمل ليس فقط للمحتاج وانما هو لتمكين الشباب اقتصاديا منذ عمر صغير.

وتؤكد ريم البنا طالبة في المرحلة الثانوية وتعمل في احد المراكز التجميلية خلال العطلة الصيفية على دور الاهل في توعية الابناء على العمل وان يقبلوا أي عمل مهما كانت ماهيته وان لا ينظر لاي انتقاد وتعليق الآخرين حول طبيعة عمله، وان يركزوا على الفائدة المعنوية التي سيحصل عليها من العمل وكيف ستنعكس على شخصيته وتحمله لظروف الحياة.

تقول البنا:«اشعر بالفخر والسعادة عند ذهابي صباحاً للعمل الذي اعتبره أفضل من إضاعة الوقت في ما لا يفيد كما يفعل البعض في الصيف مثل استخدام الانترنت أو مشاهدة المسلسلات دون هدف او جدوى».

سعيد غزوان طالب بالمرحلة الاعدادية يذهب مع عمه الى متجره بدوام قصير ويساعده في عملية البيع تحت اشراف عمه «انا سعيد جدا للعمل مع عمي ولكن في البداية شعرت ببعض الخوف وعدم المعرفة الا ان عمي ساعدني ووجهني».

ويضيف انه يتقاضى راتباً اسبوعياً من عمه وهو يعمل على تجميعه حتى يتسنى له شراء «بلاي ستيشن» في نهاية العطلة ويحقق حلمه في اقتنائها.

ويؤكد انه يشعر بالفرح والفخر بقدرته على العمل وانه تمكن من شراء هديه لوالدته لاول مرة في عيد الاضحى المبارك.

وأختار زيد حدادين طالب جامعي يدرس الهندسة في الجامعة الاردنية العمل كمتدرب في احدى الشركات الهندسية «رغم انني اعمل من دون راتب الا ان ذلك لم يثنني عن خوض هذه التجربة التي وجدت فيها شعورا بالمسؤولية والمثابرة والالتزام والتركيز، وتعلمت منها الكثير من الامور التي تهمني في مجال تخصصي».

ويضيف انه استطاع ان يطبق الكثير من دراسته على ارض الواقع وذلك سيسهل عليه دراسته وسيميزه عن الكثير من غيره وسيجعله اكثر تمكنًا من تخصصه.

وتلفت اسراء عبدالله اغاني الى تنكر صديقاتها عليها لانها تعمل حيث يعتبرون انها مختلفة عنهم وان ما تقوم به مضيعة للوقت وان عليها الاستجمام والراحة في العطلة بعد عناء الامتحانات

تشير اسراء الى ان بعض الطلاب يجدون صعوبة في تقبل فكرة العمل لأنهم اعتادوا الاتكال التام على ذويهم واعتادوا الاسترخاء صيفا والسفر و الخروج طيلة الوقت مع اصدقائهم دون هدف.

وتؤكد ان العمل للشباب يضيف خبرات حياتية ومهارات تنور طريقهم وتقوي شخصيتهم وتمكنهم اقتصاديًا وتجعل اكثر قدرة على فهم ما يدور حولهم.