أسماؤنا ليس لنا ذنب أو فضل فيها، لكننا نجدها ملتصقة فينا منذ الولادة، وهي مسؤولية متوارثة من الاباء إلى الابناء، قد تكون تكراراً لأسماء الاباء والأجداد أو تيمنا بأسماء شخصيات تاريخية وسياسية ونجوم وعلماء، أو ترمز الى معانٍ وقيم عالية في نظر الأهل!
بعضنا يكونون محظوظين بأسمائهم، إذ تكون سلسة على ألسنة الآخرين، وربما يعتقد أصحابها بأنها تجلب لهم الحظ، وتساعد في نجاحهم بالحياة، وآخرون تزعجهم اسماؤهم وقد تسبب لهم نكداً، أو تضعهم في حرج، وثمة أسماء تجلب مشكلات أمنية أو قانونية أو اجتماعية لاصحابها، بسبب تشابهها مع أسماء أخرى!
أثار فضولي مقال نشره الاستاذ الجامعي الجزائري الدكتور عمر بن قينة، في صحيفة الراية القطرية قبل سنوات، تحت عنوان «يائي التي شطبتها خديجة»، والتي يشكو فيه مر الشكوى من طغيان اسم الإعلامية في قناة الجزيرة «خديجة بن قنة»، وكان اسم الدكتور أحد ضحاياها، إلى الحد الذي خيل له أن ذلك نوع جديد من «الإرهاب'!
حيث أصبح زملاء وأصدقاء وطلبة ومعارف الدكتور ينادونه عمر «بن قنة»، بدل» بن قينة »، بسبب حضور خديجة اللافت في المشهد الاعلامي، خاصة أنها تطل على الناس عبر شاشة الجزيرة ذات الطغيان الاعلامي الواسع أيضاً.
التقيت الدكتور العزيز عمر، خلال فترة عملي في جريدة الراية بقطر، عندما كان استاذاً في جامعة قطر، وكاتباً في جريدة الراية، وأظن أنه الآن يعمل في السعودية. وعندما عدت إلى الأردن لأعمل في جريدة الرأي الاردنية، وفي لغة الاسماء، فقد شطبت «التاء المربوطة» من «الراية»، وأصبحت أقع في بعض الأحيان بـ”زلات لسان» فأخلط بين الرأي و«الراية»، ذلك أن ثماني سنوات من العمل في «الراية» أصبحت جزءاً أساسياً من حياتي المهنية، تعرفت خلالها على زملاء وأصدقاء عرب كثيرين في قطر، وبعضهم يعمل في «الجزيرة»، رد علي ذلك أنني واصلت الكتابة في «الراية» بعد عودتي إلى الأردن.
وجدتني أتضامن مع الدكتور عمر، فأنا أعاني بعض الشيء من اسمي «أحمد ذيبان» وقد اخترت الابتعاد عن التمترس خلف اسم العائلة «الربيع»، واكتفيت باسمي الاول «أحمد» واسم الاب«ذيبان» رحمه الله، وهو ما اعتمدته خلال عملي في الصحافة وفي علاقاتي مع المجتمع.
ولم أعرف بالضبط خلفيات اسم والدي'ذيبان»، وماذا كان يدور في ذهن جدي عندما اختار ذلك الاسم، لكن للمصادفة «ذيبان» اسم قرية أردنية قرب مدينة مادبا الواقعة جنوب العاصمة عمان. وهنا الاشكالية بالنسبة لي، إذ يعتقد بعض من التقيهم أنني من «ذيبان»، لذلك اضطر الى تصويب هذا الاعتقاد الخاطئ.
لكن ثمة فائدة للاسم أياً يكون، وحدث أن ضبطني شرطي سير، متبلساً في مخالفة لقواعد المرور فأوقفني، وطلب مني رخصة السوق فأعطيته إياها، وعندما قرأ الاسم «أحمد ذيبان» سألني: أنت من ذيبان؟ فأجبته علي الفور نعم! فقال لي أهلاً وسهلاً، وأعاد لي الرخصة واتضح لي أنه من ذيبان، فنجوت من مخالفة بفضل الاسم!.
theban100@gmail.com
مواضيع ذات صلة