كتاب

صناعة الاستشارات

تعد صناعة الاستشارات من المهام الأكثر تنوعًا في صناعة الخدمات المهنية حيث يوجد مجموعة واسعة من الاستشاريين الذين يملكون المعرفة العلمية والكفاءة المهنية والقادرين على إبداء الأراء وتوظيف الخبرات المهنية بشكل محترف. لذا فإن البرامج التدريبية المتخصصة باتت حاجة ملحة خصوصاً مع التطورات التي يشهدها العالم في ظل الثورة الصناعية الرابعة. ونظرًا لأن الشركات الاستشارية تعتمد على معرفتها وخبرتها العميقة في الموضوعات الحديثة فسيكون من المستحيل نقل كل هذه المعلومات بدون فريق متخصص للتدريب والتطوير المستمر. لكن أساليب?التعلم والتطوير في الصناعة اختلفت بمرور الوقت نتيجة زيادة حاجة الشركات لاستشارات مهنية متخصصة في مجالات بعينها. لقد كان النهج المتبع بأن المدرب في الغالب يفترض أن الجميع سيتعلمون من خلال منهجية التدريس القياسية.

ومع مرور الوقت أصبح التدريب والتطوير أكثر أهمية للشركات الاستشارية بعد أن كانت أساليب التعلم والتطوير الجديدة تجلب صفات مختلفة للشركات من بينها التعلم المستمر حتى لا تتخلف الشركات عن الركب، فمعلومة اليوم استثمار الغد. وعبر مواكبة الاتجاهات الحديثة وتطوير المهارات استعدت الشركات الاستشارية لمعالجة أي مشكلة قد تواجهها في المستقبل. وفي بيئة الأعمال الديناميكية التي يشهدها العالم يجب على موظفي الصناعة الاستشاريين اكتساب مهارات جديدة بسرعة مثل الخدمات المالية والهندسية وغيرها على سبيل المثال لا الحصر فيما يتعين?على الاستشاريين تعلم أحدث المستجدات لتبقى الاستشارات ذات قيمة، فإن التعلم والتطوير هما الوجهة الحقيقة.

تلعب التكنولوجيا دوراً كبيراً في تغيير منظور التعلم والتدريب والتطوير المستمريين في صناعة الاستشارات حيث تتيح التكنولوجيا الجديدة إيجاد الطرق والحلول الأسرع للتعلم. وذلك بفضل منصات التعلم التي تمكن الشركات الاستشارية من متابعة المتدربين وتطورهم عبر النظم الملائمة والتأكد من ضمان الجودة المقدمة في مرحلة التعلم والتطوير. حيث يعد تتبع مسار التعلم للموظفين وايلاء الاهتمام بالتغذية الراجعة أمرًا بالغ الأهمية وتكون ملاحظات الموظفين وتعليقاتهم المحور الرئيسي لتعظيم الاستفادة القصوى وإعطاء قيمة مضافة عبر تطور التق?م المهني المنشود وتحسين نوعية وطبيعة التعليم المقدم الذي يسمح للشركات الاستشارية أن تكون لديها برامج تدريبية متقدمة في القطاع ولها الأثر في تعزيز التنافسية وإعطاء قيمة للشركة والموظفين والمساهمين على حد سواء.

إن حلول التعلم والتطوير المستمرين للشركات يعملان على زيادة إنتاجية الموظفين وفهمهم الأشمل لتفاصيل العمل مما يجعل الادارات تدرك أهمية الاستثمار في مجال تدريب وتطوير مهارات الموظفين. إن أحد أهم الاتجاهات التي تتزامن مع التكنولوجيا الجديدة هو التعلم الجزئي حيث يدعم هذا الاتجاه عملية التعلم المستمر للموظفين وذلك بفضل الأنظمة المستخدمة التي تم إنشاؤها لهذا الغرض مما يُمّكن للموظفين من التعلم بغض النظر عن أماكن تواجدهم وحيثما شاؤوا. وتتيح هذه التقنيات الحديثة فرصة لاكتساب المعارف والعلوم الجديدة بما ويتوائم مع ا?ثقافة المؤسسية التي يتم العمل عليها عبر توقع المشكلات في بيئة الأعمال المعقدة اليوم وابتكار أفكار جديدة ملهمة للعمل من خلال تخيل ما هو التالي وجعله ممكناً للعملاء الحاليين والمحتملين. ويعتبر إتباع الاتجاهات والرؤى المختلفة في التعلم والتطوير وتطبيقاتها حلاً يساعد الشركات الاستشارية على التميز بين المنافسين ولهذا السبب يمكننا القول أن التعلم والتطوير لهما أهمية كبيرة بالنسبة للشركات الاستشارية.