• ابنتي الحبية فرح: ترددت كثيرا قبل كتابة رسالتي، ولكن غدير الدموع قد اختلط بغدير القلب، فأصابهما الجفاف وجعل من الصمت والتفكير مادة الحياة على واقعي منذ فترة زمنية، حاولت خلالها أن أجد شيئا ما وعجزت، هربت من مساحة الواقع الذي أعشق لأتون الحيرة والذهول والإنزواء، فقررت الكتابة لتكون أمانة موثقة بضمير الزمن، مرجع اليك عندما تفكرين كيف انتقلت بمنطاد الحياة في رحلة فوق تضاريس الدنيا، الإبنة المدللة التي لم يرفض لها طلبٌ أبدا، ولم أسمح بماضيها لمعاناة حيث عاهدت نفسي أن أجعل من ذاتي جسرا لعبور محيط الحياة بأمان?وسلام حتى تستقرين على ضفاف الحياة، ويقيني أنني قد أوفيت العهد، وكنت الأوفى الذي يستحق.
• ابتني الحبيبة فرح: اكتب اليكِ رسالتي هذه وانا الآن في صحتي، احفظيها عن ظهر قلب لأني لن أعيش لك طوال الدهر، افهمي محتواها ولا تُقللي من قيمتها، ضعيها في مكان ثمين كي ﻻ تضيع منك، ببعض من فقراتها حكمة مستترة ووعد برسم التحقيق، وقد علمتك أن تكوني الوفية والمخلصة مع نفسك، لتكوني مؤهلة باقتدار للإخلاص مع الآخرين، فرسالتي هذه قد نسجت حروفها وكلماتها من خيوط الصدق المستخرجة من فؤادي، كنت أرصدها لهذا اليوم الذي ربما كان ينتقل بين محطات الواقع والمستحيل، لتكوني الإبنة الغالية والدرة الثمينة، التي تترجم أحلامها لوا?ع بجهد وتخطيط ضمن خط محكم يفتقر للصدفة أو العفوية، فكوني سيدة نفسك مع الزوج ورفيق الدرب فارس الذي اختاره عقلك وفؤادك، وباركناه بمحبة وقناعة لقاعدة الإحترام والطموح والذكاء وحُسن التدبير، كوني الموهبة التي استطاعت قطف ثمار الاحترام قبل الحب، فلا حب بلا احترام والابتسامة هي مفتاح السعادة.
• أدرك جيدا أن طموحاتك بالمستقبل ضمن أجندة مبرمجة، تأخذ بالاعتبار الظروف المستجدة التي قد تكون مفاجأة وخارج نطاق الحسبان، ولكنني أراكِ المدبرة القادرة على التمهل والتفكير، بالخطوة التالية، بعيدا عن أتون الأنانية التي أرهقت الكثير، فأجندتك زاخرة بطموحاتك، وأنت قادرة على ترجمتها لواقع، برفقة فارس، الفارس الذي صنع الفرق بحياتك وتعهد أمام الله والبشر ومبادلة منك، بأن يسير المركب الحياتي، لخير لكما، بمستقبل يليق تستحقانه بالدرجة الكاملة.
• رحلة كلية الطب لم تكن سهلة أبداً، لكنها في النهاية صنعت الفرق، ورصفت طريق المستقبل، وها أنت اليوم تبدأين محطة جديدة على أجندة التميز للتخصص في الولايات المتحدة الأمريكية، مصنع العظماء، والحياة المثلى في بلاد شكلت المهد للديمقراطية والسلام والقوة والأمن، بلاد العلم التي توظف مخرجاتها لخدمة البشرية، ولن أبالغ القول بأنها الأمنية لمعظم سكان البشرية، تتحقق بجهودك وزوجك ودعم عائلي، قادر على تجاوز كل الصعوبات، وعليك بالتذكر دائماً أنكِ القدوة والأمل لشقيقتك رند وشقيقك موسى اللذين وجدا تميزا بمسيرتك، وهما يسيرا? خلفك، أنموذجا رائعا، يفوح بعطر الحديث، يكون الحسم والفصل بالقول لنسب الاستئناس المتمثل بفرح.
• ابنتي الحبيبة فرح: وأنتِ ترصفين طريق المجد منذ بدأتِ مشوار الحياة، تسكنين القلب وتنبضين بالحب، فأنتِ الطبيب والعلاج، بلسم الأمل ونبض المستقبل، تبنين محطات السعادة بالزمن والوقت، تخططين وتنفذين بالوعد، فخور بما أنجزتِ، بالمستشفى الذي صنع لحياتي الفرق، وكلي يقين بأنك الطبيبة التي حجزت مكانها بين العظماء بجهد واستحقاق، مسارك ودربك مرصوف بجهد وتعب، بعد مخطط حياتي لم يترك للزمن صدفة أو يراهن على الوقت، فبارك الله لكِ ورعاكِ لمستقبل يليق بكِ.
• أدرك جيدا تحديات الأيام، صفحاتها توثق الخطوات وتختلط معانيها، واحذري من مثاليات البعض لأنك القادرة على صنع الفرق، فسعادتك هو الحاضر الوحيد على أجندة الحياة كل الوقت وللحديث بقية.