ينظم المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة المعرض الاستعادي للفنان العراقي علي طالب، وذلك عند السابعة من مساء اليوم الأحد في المتحف الوطني.
ويستمر المعرض الذي يقام برعاية الأميرة وجدان الهاشمي إلى 28 أيار الجاري.
تقول الناقدة والكاتبة مي مظفر عن الفنان طالب:» تكاد أعمال علي طالب التي يضمها معرضه الاستعادي تؤكد امتداد خمسين عاما من تجربة غنية قائمة على وحدة الموضوع. ثمة حدث يدور في طقس غامض يتوخى السرّية والتكتم، مؤكدة قول الفيلسوف الإسباني (أورتيغا إي غاسيت): (حياتنا حوار: أحد المتحاورين فيه هو الفرد والآخر هو المنظر والبيئة المحيطة).. ذلك هو جوهر الرؤية عنده والخاصية التي حافظ عليها في أعماله على مدى الحقب التي احتضنت مسيرته الفنية المتواصلة، بصرف النظر عن الأمكنة التي أقام فيها والتغيرات التي انعكست من جرائها على?ملامح لوحته».
ويصف الناقد الفني غسان مفاضلة أعمال علي طالب بقوله: «يعتمد هذا الفنان في أعماله على ضبط سلسلة الحوارات والتماهيات بين سطح اللوحة كمذاق تعبير، وبين تمثيلاتها البصرية من خطوط وألوان ومواد مختلفة، وكذلك على ضبط مقاييس التوازن بين الكتلة وفراغاها، كمتغيرين متلازمين يغذي كل منهما الآخر ويتتبع كشوفاته وتحويراته في إطار مجالها الحيوي».
ويضيف: «أخذت أعمال علي طالب، منذ تنويعاته الأولى على موضوع الرأس كعنصر دلالي الإيحاء رومانسي النزعة، سواء أكان منفردا أم ثنائيا (رجل وامرأة)، أم من خلال التدمير المنهجي لتكوينه وحضوره، أخذت مسحتها وهويتها الخاصتين من خلال تراكمات تجربته الذاتية، حتى تخمرت قيمها الجمالية في خزانه البصري، من دون أن يتكئ على الاستعارات الإنشائية أو التمثيلية».
ويتابع مفاضلة: «لم ينفصل الجسد الإنساني في جل مراحل الفنان، عن مذاقه التعبيري المنغمس مع سطح لوحته عبر الملمس والتمازج والتفارق؛ وهو الجسد الذي لا يحضر في لوحته إلا لتحضر معه صفاته النافذة والكاشفة على نحو تراجيدي في ثنايا سطح اللوحة وفي المركز منه».