ما زال يحلق عالياً لم تثنِه الظروف المالية ولا التحديات الاقليمية والعالمية.. صقرنا وناقلنا الوطني يجوب سماء العالم، شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً محملاً بشوق المغتربين وحلم القاصدين وغصة المغادرين، وعبر 1000 مطار في 170 دولة.
«الملكية» هذه الشركة التي عانت خلال السنوات الماضية من ظروف واعباء مالية كبيرة، نتيجة لتقلبات اسعار النفط تارة واغلاق محطات تارة اخرى وارتفاع كلف النقل والتشغيل وشراسة المنافسة، غير انها بقيت وستبقى محط ثقة الاردنيين والقائد الذي ما غفلت عينه عنها، فهو دائم التوجيه بدعمها واسنادها لتبقى محلقة في السماء وهمزة وصل بين الاردن ودول العالم كافة.
لن اتحدث هنا عن المعيقات والتحديات التي تواجه الشركة فهي جزء من الاردن الذي واجه اقتصاده وعلى مدار السنوات الماضية تطورات ومتغيرات اقليمية وعالمية تسببت في هزات وارتدادات ما كنا لنتحملها لولا تكاتفنا ووطنيتنا وايماننا بقيادتنا، والتي ننطلق اليوم من خلالها محملين بالامل والتفاؤل بان «الملكية الاردنية» ستستمر بالتحليق دون توقف متوسعة ومنتشرة على امتداد المعمورة، لتساهم في رفد الاقتصاد الاردني والناتج المحلي الاجمالي من خلال نقل السياحة والمسافرين والمستثمرين والمواطنين من هنا وهناك، وعلى متن اسطول يتحدى بجودته ونوعيته وكفاءته افضل شركات الطيران على مستوى العالم.
أستغرب كثيرا ممن ينتقدون احيانا دعم الحكومة المستمر لهذه الشركة والتي هي قيمة معنوية اكثر مما هي مادية او ربحية، فلكل دولة في العالم ناقلها الوطني الذي تدعمه في كل الاوقات بل انها تذهب الى اكثر من الدعم بتخصيص موازنات لها، ومع ذلك ما زالت الملكية تكافح ومن خلال العديد من المشاريع والخطط الاستراتيجية الى الانطلاق من جديد نحو تحقيق الربحية والمنافسة في هذا القطاع الذي يشهد منافسة شرسة، الجميع يعلمها ويراها ويشاهدها من خلال شركات طيران مدعومة من بلدانها وحكوماتها.
'الملكية» قامت مؤخرا بسداد ما يقارب 60 مليون دينار للحكومة وهذا امر جيد، غير انني ارى ان على الحكومة تخصيص هذا المبلغ لغايات التطوير والتحديث ودعم اسطولها، أو لربما باقامة مشاريع استثمارية جديدة تستطيع رفد هذه الشركة بموارد مالية تعوضها عن الخسائر اذا ما تحققت في حال حدث اضطرابات، او توقف للطيران كما كان ابان فترة جائحة كورونا، فتمكنت من تخفيض خسائرها في عام 2021 بنسبة 54 بالمئة، مقارنة بالعام 2020، كما تمكنت من زيادة الإيرادات التشغيلية بنسبة 68 بالمئة.
أخيراً، كلنا ندعم ونقف ونتحمس لأي منتخب وطني سواء كرة قدم او سلة او اي رياضة كانت، ليس لانهم يحققون نتائج كبيرة او انهم يأخذون الالقاب او يوصلوننا الى العالمية، بقدر ما هو رابط وطني يجعلنا نقف خلفهم دائما ونشجعهم لانهم يحملون اسم الوطن، وعلى هذا سأبقى كما في الامس واليوم والغد أشجع ناقلي الوطني وادعو الى دعمه ليبقى حاملا لعلم بلدي واسمه وتاجه في ارجاء العالم والمعمورة.