يمكن للحجارة القاسية أن (تتطحلبَ) مع الزمن؛ فيحتلّها عشبٌ يتغلغل في مساماتها ويخنق ربما تفاصيلها، كما فعل بهذه الدار القديمة؛ فلا شيء يصمد أمام الزمن وتغيّرات الأيّام!
وجهة نظر؛ فربما تذرّع الأخضر بأنّه يمدّنا بالحياة، لكنّ علينا أن نستمع أيضاً لصوت الحجارة وهي تشكو من الذوبان أو فقدان الذات.
الحالة ذاتها وجدتها في العُلّيق الضعيف الذي ينمو على حواف الأشجار العملاقة ويملؤه الطمع بمطاولتها أو مقاسمتها حتى في الحصول على الشمس.
الطحالب التي تحرث كثيراً من صفاتنا القويّة، دائماً ما تلبس اللبوس الأخضر، فلا نفطن لها وهي تهدم المزيد من حظوظنا، إلا حين تنخر آخر حجرٍ نقف عليه في هذه الحياة.