كتاب

جبهتنا الداخلية.. عصية على العبث!

إعادة تحديث التشويه المنظم والممنهج والمشبوه لسمعة الأردن وقيادته الفذة والتي اعتادها الأردن خلال مسيرته المئوية وخاصة في المنعطفات التاريخية داخلياً وخارجياً وفي المراحل المفصلية من عمر الدولة الحديثة يبعث برسالة أن الاستهداف الدائم صار «مشروعاً» فوق الطاولة، وبدأ يأخذ طابعا تصاعديا وشكلا آخر من أشكال التصعيد... والامثلة على ذلك كثيرة فقد كان الاستهداف يمس السياسة الخارجية والداخلية وخاصة القضية الفلسطينية، وأن الأردن جزء لا يتجزأ من ركائز تصفية القضية الفلسطينية وهو استهداف حظي بحصة الأسد من التشويه والت?كيك.

حملات التشويه ليست بجديدة علينا ذلك أنها طالت الثورة العربية الكبرى ذات البعد القومي والعروبي والتي انبثقت ضد سياسة التتريك ضمن إطار الخلافة الاسلامية، وليس بديلاً عنها فرغم نقاء الثوابت العروبية للثورة المجيدة فقد اتهم قادة الثورة بأنهم يقودون مؤامرة ضد الخلافة الاسلامية مع القناعة المطلقة لدى كل إفرازات التاريخ بأن الهدف الاستراتيجي كان يستوجب إعادة البوصلة للخلافة الإسلامية..

هذا مثال على التشويه الممنهج والمنظم الذي استهدف الأردن منذ نشأته، حتى تتالت تلك الاستهدافات كما أسلفنا في كل منعطفات خصت الوطن العربي أو القضية الفلسطينية أو الواقع الداخلي، وبذلك حدث ولا حرج.. أستطيع القول ان التصعيد الذي أسلفنا ذكره بات ومنذ انطلاقة مشروع الإصلاح السياسي الذي بدأه جلالة الملك منذ توليه لسلطاته الدستورية شخص الملك والاسرة الهاشمية من خلال إشاعات هنا وتحريض هناك، والهدف من كل ذلك كان سمعة الأردن ورسالته العروبية، وشخص جلالة الملك الذي يمثل بقيمته القيادية والتاريخية والروحية عنواناً للثوا?ت القيمية التي استمدها من ارثه الحضاري وثقة الشعب الأردني بقيادته، والتي كانت وعلى مدار التاريخ تترفع عن تلك المهاترات لأن من يمتد جذوره إلى أشراف بني هاشم والحبيب المصطفى لا يمكنه أن يلتفت إلى العبث والصغائر!!

من هنا نقول ان الاستهداف بدأ يأخذ شكلاً غير مسبوق وخاصة في العقدين الاخيرين بهدف تهشيم العروة الوثقى التي تربط الشعب الاردني بقيادته المقتدرة والقادرة على قيادة سفينة الاردن إلى مرساها، متحدية كل «العواصف الصفراء» فلا يمكن أن يكون الأردن نموذجا يحتذى اذا ما تمترس حول ثوابته الوطنية والقومية والعروبية والتي لا يمكنها أن تتماهى مع أي مؤامرة تستهدف القضية الفلسطينية وسيادة القدس، أو التماهي مع أي حلول تستهدف الهوية الوطنية الفلسطينية أو الهوية الأردنية، كل ذلك جعل من القوى الظلامية من جانب والقوى الدولية المت?مرة تتقاطع نحو هدف محدد وواضح المعالم وهو تحديث الإعلام المسموم الذي يستهدف العائلة الهاشمية وشخص جلالة الملك، مراهنين على ضرب حصانة الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية والوئام المجتمعي لأنها الطريق الوحيد إلى تمرير مخططاتهم الاستراتيجية القائمة على حل القضية الفلسطينية على حساب الهوية الأردنية حتى يستطيع أن ينتزع الإرث الحضاري والعروبي والروحي المتمثل في الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية وهي بكل وضوح ودون مواربة أحلام وتهيئات لا تملك أي معايير قياس منطقية لترتكز عليها في هذا الاستهداف.

فالكل الأردني ومهما كانت الظروف الموضوعية والمعيقات ومهما كبرت الأزمات ومهما تعمق مستوى الغدر من قبل الاعداء والاصدقاء، فإن مستوى تطور الوعي الجمعي الأردني وتمسكه بثوابته وميثاقه الوطني وثقته المطلقة بقيادته الهاشمية ورسالته سيجابه ويحبط كل أشكال التشويه.. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تصل معايير القياس الاردنية إلى الاصدقاء أولاً، والاعداء ثانياً بأن كل أزمة تقوي وتحصن جبهته الداخلية فوعي الأردنيين تجاوز كل أشكال التوظيف الإعلامي المشبوه.