كتاب

«الاصلاحات الثلاث».. وإعادة توجيه البوصلة

سيفتح الاصلاح في الأردن آفاقا جديدة ويسطر تجربة مغايرة يشاد بها وسط اقليم مضطرب، بعد أن سارت البوصلة للبدء بجملة اصلاحات وتحديثات للمنظومة السياسية والاقتصادية والادارية وبشكل متواز، بهدف معالجة الاختلالات والتشوهات كافة التي تراكمت طيلة السنوات الماضية.

لا نقول ذلك جزافا، فقد منحتنا لقاءات الملك مع مختلف المكونات السياسية والاقتصادية والشعبية والصحفية ومن خلال النقاشات المستمرة والاستماع الى الاقتراحات والشكاوى من مختلف الشرائح يقينا ووعيا صريحا، وثقة، باننا سائرون نحو توفير المناخ والبيئة المناسبة التي تنعكس على معيشة المواطنين وحياتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتساهم في تخفيف حدة مشكلتي الفقر والبطالة وتؤدي الى زيادة المشاركة في الحياة السياسية.

الرؤية الملكية المرنة والمنفتحة دائما باتجاه التغيير والتحديث، دائما ما تكون العنوان العريض للقاءات جلالته ونحن نعول على حكمة القائد ونتفاءل،فالدرب طويل، ولا مكان فيه لمثبطي الهمم والعزائم، ولا اصلاح دون الشراكة مع الجميع وطالما أكد الملك على ذلك في أكثر من مناسبة ولقاء.

يستمع جلالته الى وجهات النظر المختلفة حول مناحي حياة الأردنيين، ليوجه الحكومة وديوانه العامر باتخاذ جميع الاجراءات التي تساهم في عمليات التطوير من خلال تنظيم ورش العمل واختيار ممثلين عن مختلف القطاعات الاقتصادية والشعبية لرسم ملامح المرحلة المقبلة ووضع خارطة طريق نحو الافاق التي تساهم في تحقيق آمال الجميع بوطن يصمد أمام التحديات والتطورات المستمرة.

هي لحظة فارقة في حياة الأردنيين، بعد أن نجحنا مؤخرا في انجاز أول عملية اصلاح وتحديث للمنظومة السياسية من خلال تعديل العديد من القوانين والتشريعات الناظمة للعملية السياسية في المملكة من تشكيل الاحزاب وتوفير البيئة المناسبة الجاذبة للانضمام اليها من مختلف الشرائح وحاصة الشباب لتعظيم وتعزيز مشاركتهم في العملية السياسية، بالاضافة الى قانون انتخاب يراعي التمثيل العادل لمختلف الشرائح ويشجع على انخراط الاحزاب في العملية الانتخابية بالاضافة الى جملة من التعديلات الدستورية المتطورة والتي تتواكب مع المتغيرات والتطورات المحلية والاقليمية والعالمية.

سنذهب من جديد صوب الاصلاح الاداري الاقتصادي وتكتمل الصورة البهية لوطن بحجم الورد، تجاوز كافة التحديات وتكسرت على أبوابه مؤمرات المغرمين بالمكائد والفتن، فلا رجوع، فالخطوات واثقة، نحو المستقبل الذي ننشد لنا، وللأجيال من بعدنا.

قريبا سنبدأ ورشة عمل اقتصادية لوضع خارطة طريق نسلكها بالشراكة والتعاون والأمل والتفاؤل، لمعالجة جميع التحديات من بطالة وفقر وتحقيق التنمية وجذب الاستثمارات وتحقيق شراكات وتعاون اقتصادي مع محيطنا العربي، لننطلق بعدها الى الاصلاح الادراي الذي يكفل تحقيق أفضل الخدمات للمواطنين والمستثمرين بعيدا عن البيروقراطية والترهل.

نحن أمام عام جديد ومستقبل واعد ومئوية مبشرة، محكمون فيها بالأمل والتفاؤل، ومتجاوزون عن السوداوية والتشاؤم الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، بالشراكة والتعاون بين الجميع، واقفين خلف القائد الطموح والساعي الى توفير السبل التي تحقق الاستقرار والتطلعات نحو غد أفضل للأردنيين.