عيد ميلاد جلالة الملك

رعاية هاشمية دائمة وشاملة لأضرحة الصحابة بالكرك

جسدت الرعاية الهاشمية التي حظيت بها المزارات الدينية في لواء المزار خاصة ومحافظة الكرك عامة، ترجمة حية للتطلعات والتوجهات الرامية نحو النهوض بالأردن ماضيا وحاضرا ومستقبلا والحفاظ على موروثه الديني والحضاري، الذي يشكل إستكمالاً للدور التاريخي والحضاري الذي تَعاقب عليها، ليكون شاهداً على عراقته وأصالته التي تليق بوطن تمتد جذوره لآلاف السنين.

دعم متجذر مع نشأة الدولة

يقول الباحث محمد الطراونة: إن إعمار مقامات الصحابة الأجلاء في المزار الجنوبي يمتد من العصر المملوكي. ويستدل عليها من الآثار التي عُثر عليها، في إشارة منه للّوحة الرخامية المكتوبة بالخط الكوفي والموجودة في متحف المزار الاسلامي، التي تؤكد أن إعمار الأضرحة بدأ في عصر المماليك، وتحديدا في عهد نائب السلطة المملوكية في الكرك والشوبك بهادر البدري الملكي الناصري في العام 727هـ.، وتواصل الاهتمام بها في العهد العثماني حيث عثر على نقش في مقام جعفر بن أبي طالب يؤكد ذلك ويعود لعام 1231 للهجرة.

ويوضح الطراونة أن مسجد جعفر بن أبي طالب المبني على مقام جعفر أقيم في العهد الفاطمي وأنه تم تجديد بناء المقامات مرات عدة في زمن المماليك والأتراك في الفترة بين أعوام 1930–1940، مشيرا إلى أن الرعاية الهاشمية للمقامات، بدأت في عهد الملك المؤسس عبدالله الأول، وبما يدلل، على حد قوله، إن الاهتمام والرعاية الملكية والهاشمية للأضرحة والمقامات متوارثة ومتأصلة مع الاردن وتاريخه.

دعم شمولي ومتكامل

ويلاحظ الباحث في الشؤون الإسلامية الدكتور عزام الشمايلة أن الرعاية الملكية للمقامات والمزارات الدينية «أخذت طابع الشمولية» من خلال مشروع متكامل أضفى عليها الجمالية والصورة الحضارية التي تستحق وبما يدلل على الجهود الملكية السامية في الحفاظ على الموروث الديني والتاريخي لربط حاضر الأمة بماضيها وتكريم السلف الصالح الذي حمل راية التوحيد.

ويوضح الشمايلة أن مشروع إعمار المقامات بدأ عام 1999، باستملاك الحكومة الأراضي الواقعة حول الأضرحة ليكون انطلاقة العمل بالمشروع بإيعاز من جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله، بمكرمة ملكية سامية بإعادة هيكلة وترميم وصيانة مقامي جعفر بن ابي طالب وزيد بن حارثة وتوسعة مسجد جعفر وإنشاء مخازن تجارية ونزل لاستقبال الزوار وتجهيزها بكافة متطلبات الراحة.

ويتفق مشرف المقامات محمد الصرايره مع الشمايلة في أن مشروع الإعمار الهاشمي لأضرحة الصحابة والرعاية الملكية أخذت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني سمة الشمولية التي احاطت بالمقامات ومرافقها كافة، وبما يليق بمزار يحتضن موروثا تاريخيا وإسلاميا عريقا.

ويلفت الصرايرة إلى حرص جلالته وإيعازه للجنة الملكية بضرورة إجراء أعمال صيانة لمسجد جعفر بن أبي طالب، الذي يتسع لخمسة آلاف مصلٍ وضريحه، وضريحي الصحابيين عبدالله بن رواحة وزيد بن حارثة، والمرافق الخدمية الأخرى التابعة لها.

وبيّن أن الإعمار الهاشمي للأضرحة، أنجزت منه خلال الأعوام الماضية مرحلتان: الأولى والثانية التي بلغت كلفتهما 6 ملايين و700 ألف دينار. لافتا إلى أن هذا المشروع سيكتمل بانتهاء تنفيذ المرحلة الثالثة من الإعمار الهاشمي، التي تشمل إنشاء حدائق عامة بواقع 13 حديقة تسمى كل حديقة باسم شهيد من الشهداء في معركة مؤتة.

إشادة مجتمعية

وأشاد المواطنان محمد النوايسة وكمال القطاونة باهتمام جلالة الملك ورعايته المتواصلة للمزارات والمواقع الأثرية والإسلامية في المزار ومحافظة الكرك والوطن وزياراته المتواصلة لها وتفقده إياه والإيعاز بدعمها ورعايتها.

وأوضحا إن ذلك يجسد عمق التلمس والرعاية الملكية وسعي جلالته الدائم للحفاظ على تاريخ الوطن ومورثه وتقديمه للسياح والزوار بصورته الحضارية والخدمية والجمالية التي تليق بوطن يحتضن هذا الإرث، وبقيم وتقاليد وأعراف شعب متجذرة فيهم، عنوانها الأصالة والكرم.