عيد ميلاد جلالة الملك

(الرياضة) تتوشح فخراً واعتزازاً برعاية الملك وتشجيعه للإنجاز

كأس القدس والكرامة.. رسالة دعم أردنية متجددة

منذ أن تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني، سلطاته الدستورية، ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية، في السابع من شهر شباط عام 1999م بقسمه أمام مجلس الأمة العهد الرابع للمملكة، التي كان تأسيسها قبل مئة عام على يد جلالة الملك عبدالله الأول ابن الحسين بن علي، ثم صاغ دستورها جده جلالة الملك طلال، وبنى المملكة ووطّد أركانها والده جلالة الملك الحسين، طيب الله ثراهم، لم يدخر جلالته أي جهدٍ في أن يبقى الأردن أنموذجًا للإنجاز والعطاء والوحدة الوطنيّة.

وفي عيد ميلاده الستين، يواصل الحفيد الحادي والأربعون لسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، جلالة الملك عبدالله الثاني؛ الابن الأكبر للمغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، وسمو الأميرة منى الحسين؛ مسيرة البناء والتقدم ليبقى الأردن من أبرز الدول التي اهتمت ومازالت في الرياضة والرياضيين لتكون المملكة من أوائل الدول التي تعتبر الرياضة والشباب مرآة تعكس التقدم والرفعة على مستوى العالم.

«القدس والكرامة».. رسالة دعم للأشقاء.

وامتداداً للدعم الكبير الذي يوليه القائد للرياضة والشباب، برزت بطولة القدس والكرامة لكرة القدم كآخر رسالة دعم أردنية جديدة للأشقاء في فلسطين، ولتؤكد رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني قيمة البطولة وتوقيتها واهدافها السامية.

ولن تكون هذه التظاهرة الوطنية آخر الانجازات على أرض الواقع في اعتبار الشعبين الأردني والفلسطيني أشقاء بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بل ستكون هذه البطولة رسالة عابرة للقارات لتظهر لكل العالم كيف يحرص جلالته على تجسيد مبدأ الأخوة والوطنية خصوصاً وأن المملكة تعتبر من اكثر دول العالم ايواءً للاجئين من كل الأقطار المحيطة التي شهدت وما زالت تشهد حروباً وظروفاً صعبة.

وتقام بطولة القدس والكرامة، خلال الفترة من (19 إلى 29) آذار القادم، في عدة مدن فلسطينية، بتنظيم مشترك بين الاتحادين الأردني والفلسطيني لكرة القدم، وتشهد مشاركة ثلاثة أندية أردنية، هي الرمثا بطل دوري المحترفين للموسم السابق 2021، ووصيفه الوحدات، إلى جانب الفيصلي بطل كأس الأردن، في حين يشارك من فلسطين نادي شباب الخليل بطل الموسم السابق في المحافظات الشمالية، وشباب رفح بطل الدوري في المحافظات الجنوبية، وجبل المبكر وصيف دوري المحترفين للموسم الحالي.

وفي هذا السياق أكد سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس اتحاد كرة القدم، في اجتماعه الشهر الماضي مع رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب، على رسالة البطولة العميقة التي تجسد الدعم الأردني لفلسطين في كافة المحافل الدولية، والمساهمة في تجاوز التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني خلال ممارسة الرياضة على أرضه.

من جانبه، كان الفريق الرجوب أكد أن تنظيم هذه البطولة يعد تأكيدا على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين، وأنها تشكل انعكاساً للإيمان الأردني بضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه السياسية الكاملة بما فيها حق ممارسة الرياضة على أرضه.

وتسحب قرعة البطولة في العاشر من الشهر المقبل، وتقام مبارياتها على ملاعب هواري بو مدين، وفيصل الحسيني، والجامعة العربية الأمريكية، ويديرها طواقم تحكيمية من الأردن وفلسطين.

إنجازات رياضية تلمع رغم التحديات

شهد العام الأخير، العديد من الانجازات الرياضية، رغم تحديات جائحة كورونا التي حاصرت العالم في معظم مجالات الحياة وأبرزها الرياضة التي عانت بشكل كبير، ليس على المستوى المحلي بل كان ذلك على كل المستوى العالمي.

ورغم كل الصعوبات والمعيقات التي خلفتها الجائحة، إلا أن الرياضة الأردنية واكبت التطور والانجاز بتوجيهات جلالة الملك الذي أولى جل اهتمامه لهذا المجال الحياتي لإيمانه بأن الرياضة والشباب هي من أبرز الأسلحة والأدوات التي نحارب بها التحديات ونواجه بها الصعوبات، ليبقى الأردن منارةً يستهدي بها العالم ويستدل من خلالها على سبل العيش والتعايش.

وحققت المنتخبات الأردنية العديد من الإنجازات في عام 2021، من حيث تحضير اللاعبين وتغيير مواعيد المسابقات.

وهنا أبرز الإنجازات الأردنية التي تحققت:

انجازات طوكيو

شهدت دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة التي اقيمت في العاصمة اليابانية طوكيو، حضوراً أردنيا مميزاً من حيث عدد المشاركين بوجود أكبر فريق أولمبياً بـ ١٤ لاعبا ولاعبة بواقع ٨ رياضات وهو أكبر عدد من الرياضات التي تمثل الأردن في تاريخ مشاركاته في الألعاب الأولمبية التي بدأت عام 1980 في موسكو.

وضم الفريق الأردني في الأولمبياد كل من اللاعبين واللاعبات: إبراهيم بشارات (فروسية – القفز عن الحواجز) ومحمد الوادي (الملاكمة – وزن تحت ٥٧ كغم) وعبادة الكسبة (الملاكمة – وزن تحت ٦٣ كغم) وزياد عشيش (الملاكمة – وزن تحت ٦٩ كغم) وعدي الهنداوي (الملاكمة – وزن تحت ٨١ كغم) وحسين عشيش (الملاكمة – وزن تحت ٩١ كغم) وجوليانا الصادق (التايكواندو – وزن تحت ٦٧ كغم) وصالح الشرباتي (التايكواندو – وزن تحت ٨٠ كغم) وعبدالرحمن المصاطفة (الكراتيه – وزن تحت ٦٧ كغم) وأسماء أبو ربيع (الرماية – المسدس الهوائي ١٠ متر) ويونس عيال سلمان (الجودو – وزن تحت ٧٣ كغم) وعليا بشناق (ألعاب القوى – ٤٠٠ متر) إلى جانب السباحة تاليتا بقلة (٥٠ متر حرة) وعمرو الور (٢٠٠ و٤٠٠ متر صدر).

وبعد مشاركة مشرفة، نجح أبطال الأردن في حصد ميداليتين وهو ما لم يحدث عبر تاريخ مشاركاته في هذا الاستحقاق، حيث تمكن البطل صالح الشرباتي، من التتويج بفضية التايكواندو لوزن تحت '80' كجم، حيث بلغ المباراة النهائية وخسرها أمام الروسي ماكسيم خرامتكوف.

وفي رياضة الكاراتيه، تفوق عبد الرحمن المصافطة على نفسه، وسطر في أول مشاركة أردنية بهذه الرياضة بالأولمبياد، إنجازاً مهما بإحرازه الميدالية البرونزية، حيث حقق 4 انتصارات متتالية قبل أن يخسر في الدور قبل النهائي.

وارتفعت حصيلة الأردن عبر تاريخ مشاركاته في الأولمبياد، إلى 3 ميداليات، حيث كان أحمد أبو غوش قد نال الميدالية الذهبية في أولمبياد ريو 2016، قبل أن يضيف الشرباتي والمصافطة الميداليتين الثانية والثالثة.

بارالمبي لامع

شهدت دورة طوكيو البارالمبية حضوراً أردنياً لافتاً، حيث نجحت في حصد 4 ميداليات ذهبية وميدالية برونزية واحدة كأفضل نتيجة يحققها الأردن في تاريخ مشاركاته البارالمبية التي انطلقت 1984.

وافتتح البطل عمر قرادة رصيد ميداليات الأردن والعرب في بارالمبيك طوكيو 2020 بحصوله على ذهبية وزن ٤٩ كغم في منافسات رفع الأثقال ومن ثم نال عبدالكريم خطاب ذهبية وزن 88 كغم في رفع الأثقال كذلك قبل أن يختتم جميل الشبلي المشاركة الأردنية في رفع الأثقال بذهبية ثالثة جاءت في منافسات وزن فوق 107كغم.

وحقق البطل أحمد هندي ذهبية رابعة ضمن منافسات رمي الجلة محققاً رقماً قياسياً عالمياً وبارالمبي بلغ 12.25 متر.

كما نالت اللاعبة ختام أبو عوض الميدالية البرونزية ضمن منافسات كرة الطاولة لفئة فردي السيدات.

وبرصيد 5 ميداليات (4 ذهبيات وبرونزية واحدة) أنهى الأردن مشاركته في بارالمبيك طوكيو بالمركز 36 على سلم ترتيب الدول وحل رابعاً على المستوى العربي

لقب كرة غرب آسيا ت 23

رغم غياب كرة القدم الأردنية عن منصات التتويج لسنوات، تمكن منتخب تحت 23 عاماً من التتويج بلقب بطولة غرب آسيا التي اقيمت في السعودية، حيث استطاع «النشامى» من خطف الأنظار والوصول للمباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، وفيها سجل فوزاً مريحا على السعودية «المستضيف» بنتيجة (3-1) ليحقق اللقب الذهبي.

بطولة الملك عبد الله الثاني الكرة السلة

وفي كرة السلة، توج منتخب الأردن جهوده ومثابرته بنيل لقب النسخة العاشرة لبطولة الملك عبد الله الثاني، والتي حظيت بمشاركة عدد كبير من المنتخبات العربية.

وسجل المنتخب حضوره القوي في البطولة منذ بدايتها من خلال انتصارات المتتالية، قبل أن يفوز على مصر في النهائي بنتيجة (93-71).

وشهدت البطولة كذلك حصول نجم منتخب الأردن أحمد الدويري على جائزة أفضل لاعب في المسابقة.

لقب غرب آسيا لواعدات الكرة

وحقق منتخب الواعدات تحت سن 14 عاما لكرة القدم، لقب بطولة غرب آسيا بعد فوزه على نظيره اللبناني بنتيجة 1-0 في المباراة النهائية للبطولة التي اقيمت في لبنان.

الرياضة تتظلل برعاية القائد

تحمل صور جلالة الملك عبدالله الثاني وهو يتابع منتخب النشامى، في أكثر من مناسبة، حيث كان ستاد عمان الدولي شاهداً على حضورٍ دائم لجلالته في مباريات المنتخب وهو يرتدي (تيشرت) فريقنا الوطني، ويتفاعل بشكل عفوي مع الأهداف والفرص والضائعة، كان وما زال جلالة الملك، داعما للرياضة الأردنية بكافة العابها، حيث يحرص قائد البلاد دوماً على تحفيز نجوم المنتخبات الوطنية، من خلال توجيهاته السامية التي عززت وكرست من الإسهام في مواصلة تحقيق الإنجازات في المحافل الدولية.

عيد ميلاد جلالة الملك في قلب وذاكرة كل رياضي ورياضية، وفي وقت كان السلام الملكي يعزف لحن المحبة للوطن وعلم الأردن يرفرف فوق رايات العز والمجد، نتذكر «إرفع رأسك أنت أردني».. مقولة يجسدها كل رياضي ورياضية في هذا البلد وهم من أخذوا عهداً على انفسهم بان يكون ذخراً وسنداً للوطن.

ونستذكر هنا.. في الثلاثين من كانون الثاني العام 1962، حيث حمل ذلك التاريخ بشرى للشعب الأردني، عندما زف المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، النبأ للشعب بميلاد نجله الأكبر، معلنا -رحمه الله- عن البشرى بقوله «أسميته عبدالله إحياء لذكرى جدي، وهذا لم يعط العرش الأردني وريثا مباشراً وحسب، بل كان من وجهة نظري البحتة، أروع حدث عشته في حياتي، ولأقدمه خادما للشعب الأردني».

في يوم ميلاد القائد والرياضي الأول، نستذكر بداية مشوار جلالته في الرياضة وهو متسابقاً في الراليات وسباق مرتفع الرمان يشهد على ذلك، حيث كان الأمير عبدالله بن الحسين وقتها مشاركاً في بطولة الراليات وأطلق الفريق الملكي للراليات ليجوب جولات بطولة الشرق الأوسط.

ومارس جلالته صنوفا مختلفة من الرياضات مثل كرة القدم والرجبي والسباحة والغطس والقفز بالمظلات، وكان جلالته رئيسا لاتحاد كرة القدم، عندما حقق الأردن أول إنجاز كروي عربي بحصوله على ذهبية الدورة العربية الثامنة في بيروت العام 1997.

وحرص جلالته على الاهتمام والرعاية بالفئات العمرية بإطلاقه مشروع جائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية، حين وجه جلالته وزارة التربية والتعليم لاستحداث جائزة للطالب المتميز في مجال اللياقة البدنية، وهي جائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية التي انطلقت دورتها الأولى عام (2005) بمشاركة (19) طالبا وطالبة وشكلت رعاية جلالته للحفل الختامي الذي يقام سنويا، رافعة قوية لتوسيع قاعدة المشاركة في هذه الجائزة التي أصبحت مشروعا رياضيا وطنيا يسهم في نشر ثقافة ممارسة النشاط البدني بين الطلبة وأبناء المجتمع المحلي على حد سواء.

وفي عهد جلالته، استمر دور الرياضة بارزا في نهضة الأردن وتطوره، وكانت الإنجازات الرياضية نقطة مضيئة في المسيرة بعد أن وجدت الرياضة الدعم والوقوف خلف نجوم الرياضة في الملاعب والصالات. ونستذكر كذلك كلمات سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة، حيث قال إن جلالة الملك، هو المشجع والداعم الأول للمنتخب الوطني ولأسرة كرة القدم والرياضة الأردنية، وصاحب الفضل في الإنجازات التي تحققت.. ولا تنسى الأسرة الرياضية، المتابعة الملكية لنشامى المنتخب الوطني لكرة القدم، بعد التأهل إلى دور الثمانية في نهائيات كأس الأمم الآسيوية الخامسة عشرة (2011–قطر)، والكلمات المعبرة من جلالته للمدير الفني العراقي عدنان حمد واللاعبين «رفعوا الرأس عالياً» واستحقوا الإشادة من كل الأردنيين، وفي تصفيات كأس آسيا في الامارات وبعد الخروج من البطولة قال جلالة الملك عبدالله عبر تويتر: «نشامى وما قصرتوا».