تعتبر الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والتي تعود جذورها إلى حادثة الاسراء والمعراج بالنسبة للوصاية على المقدسات الاسلامية وللعهدة العمرية بالنسبة للمقدسات المسيحية، استراتيجية شاملة لرعاية وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية من خلال توفيرها منظومة متكاملة من الجهود الاردنية بقيادة هاشمية ممثلة اليوم بصاحب الوصاية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله، حيث يسعى جلالته نحو الحفاظ على مركزية القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس في السياسة والسلام العالمي، حيث يلاحظ الجميع أن ملف القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس هو الملف الدبلوماسي الرئيس الذي يحمله جلالته في كافة المحافل واللقاءات والمناسبات الدولية، والتي يبين جلالته خلال اجتماعاته لقادة الدول الكبرى والرأي العام واقع هذه القضية وخطورة الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية على عملية السلام في ظل تمسك أردني وعالمي بمئات قرارات الشرعية الدولية المتضمنة حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
كذلك ينتهج الاردن وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني مسيرة الرعاية المتواصلة من خلال وزارة الاوقاف الاردنية ووزارة الخارجية والصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة واللجنة الملكية لشؤون القدس وكافة المؤسسات الرسمية والاهلية الاردنية التي تواصل الليل بالنهار لدعم الاهل في القدس سياسياً وثقافياً واقتصادياً واعلامياً، وبالطبع الاستمرار في السياق نفسه على الاعمار الهاشمي التاريخي للمقدسات الاسلامية والمسيحية التي تعود جذوره لعام 1924م بمبايعة الشريف الحسين بن علي وتبرعه باكثر من 38 الف دينار ذهبي لغايات الاعمار، وما تلاها من محطات اعمار وصيانة للمقدسات الاسلامية والمسيحية ما تزال مستمرة حافظت على الهوية الثقافية الاسلامية والعربية لهذه المقدسات، بالتزامن مع ذلك جاءت الجهود الدبلوماسية الاردنية وبالتنسيق مع الاشقاء والاصدقاء في منظمة اليونسكو لتثبيت وتاكيد الهوية العربية للقدس ومقدساتها، وهنا نستذكر قرار اليونسكو عام 2016م الذي اكد أن المسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف ملك خالص للمسلمين وحدهم ولاعلاقة لليهود به، واعقب هذا القرار وسبقه أيضاً العديد من القرارات المهمة في هيئة الامم المتحدة والجمعية العامة والمنظمات التابعة لها تؤكد على ضرورة وقف الاستيطان والحفريات وغيرها من سياسات الابرتهايد الاسرائيلية التي تزيد من التضييق على الفلسطينيين والمقدسيين.
ويؤكد جلالة الملك عبد الله الثاني لدول العالم الحر باستمرار على أن خارطة الطريق المعنية بالسلام يجب ان تشمل ايقاف فوري للسياسة الاسرائيلية القائمة على التضييق واستهداف الحقوق الفلسطينية وضرورة الالتزام الفوري بقرار حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، ويجدد جلالته أيضاً النداء العالمي لجميع القوى السياسية والدينية والبرلمانية والاعلامية في كافة انحاء العالم ببذل جهود اكبر في سياق نشر السلام والامن في المنطقة والعالم لتنعم الاجيال بما تستحقه وتطمح اليه من بيئة ومناخ سلمي يحفز على التعايش القائم على اعادة الحقوق للشعوب المظلومة ومنها الشعب الفلسطيني.
وتتقدم اللجنة الملكية لشؤون القدس بمناسبة ذكرى عيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، هذه المناسبة الوطنية العزيزة بتهنئة الشعب الاردني والامة العربية والاسلامية مؤكدة أن جهود جلالته الوطنية والقومية مركزية في تقدم الوطن ونهضة الامة وتطلعاتها نحو الاستقرار والسلام واعادة الحق التاريخي للشعب الفلسطيني مهما كانت التضحيات وبلغ الثمن.
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس