عيد ميلاد جلالة الملك

بالستين.. والميلاد بعض من الأردن ولكل الاردنيين!

حين نكون في حضرة المناسبة الاردنية الابهى، والمناسبة الوطنية القومية الاعز، وهي بلوغ الملك عبدالله الثاني الستين من عمره، اعرف ان الاردن فرضت عليه تحديات ليست في الحسبان واولها وليست اخرها، هي الانتقال السلس لادارة الحكم من الراحل الحسين بن طلال الذي بشر الاردنيين بولادة بكره عبدالله الذي نذره للامة كلها.

ورجا الملك الراحل انذاك ان يكبر عبدالله بين اخوته واخواته ويقوى له الساعد وينضوي جنديا في جيش العروبة والاسلام.، فاعرف ان الرسالة الملكية، وصلت وهي ممتدة من ملك، إلى اخر، وان التاريخ يعيد نفسه من عبدالله الاول، الى عبدالله الثاني، إلى ولي عهده الحسين بن عبدالله الثاني، وجده الحسين بن طلال بن عبدالله الاول، رحمه الله، اول الشهداء في قافلة شهداء الوطن والحرية والارادة وصون السيادة الوطنية ليس اخرهم شهداء حرس الحدود الجيش العربي(الخضيرات، المشاقبة والعبيدات) في مواجهة شلل من المهربين وتجار الاسلحة والمتاجرين بالاسلام والحياة.

نقرأ في اسفار الاردن، ما قبل التاريخ الجلي، وسجل البطولات في زمن الهداية ان هذا الوطن، من ترابه الى ترابه ومن مياهه إلى مياهه المقدسة، والنهر الخالد شهد اعظم حدث في التاريخ حين تعمد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام بمائه المقدس وعلى ضفافة وحوافية شهدت بطولات عسكرة الممجدة، من» حطين ١١٨٧ وعين جالوت ٦٥٨ واليرموك ٦٣٦ هجرية' والكرامة الجديدة ١٩٦٨ التي مرغت اسطورة الجيش الذي لا يقهر بالوحل..

ومعارك الاستنزاف وكأن الرسالة ذات الرسالة والمبادئ هي ذاتها والثوابت لا حيدة عنها، وان الميلاد الجديد لعبدالله الثاني سفر جديد من اسفار وسجلات الانجاز والتراكم على النجاح وتحويل التحديات لفرص تملك مقومات السداد، خصوصا اننا وما زلنا نؤمن بان الانسان الاردني، اغلى ما نملك في زمن تتبارى الامم والشعوب بما تملكه من ادوات تدمير ومعاول هدم فيما نحن نملك ادوات التعمير والسلم والعلاج والذهاب بالاردني إلى طريق الصحة والسلامة والوقاية انطلاقا من مفعول ومفهوم الاكتفاء الذاتي ومودتنا واخوتنا وشراكتنا عنوان الاردن الابرز وله الديمومة والسرمدية.

لنطلق مجددا شعار طيب الذكر جبران خليل جبران» ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع' وزوادة البياع... نتداوي مما نصنعة والصناعات الدوائية الاردنية في سوق المنافسة العالمية فلا غضاضة مما يقوله «الواحد منا طبيب نفسه».

ومع ذلك نطل على المستقبل وما في جعبته من جديد في كل شيء طبا كان، علاجا ما، ووقاية وتقنيات حديثة والتعلم عن بعد من مكنونات ما يعد العالم الذي غدا قرية اعلامية من خلال ما ينساب كل شيء نحوك، وانت في بيتك، عملك، ملعبك غرفة منامك.

الميلاد لاي كان ليس عداد سنوات بل هو انجاز جمعي لملك وانسان ومعلم وجندي ورب اسرة صغيرة واخرى كبيرة كبر الاردن، إلى ما آل على نفسه من مسؤوليات، ومنذ ان انصت لوالده الراحل الكبير وهو ينذره للامة.

فآلت له المسؤولية السياسة والمسؤولية الانسانية حين كان خلف رسالة عمان التسامحية وحين انتزع مسؤولية الاردن عن المغطس، وكان خلف اعتبار الاردن من اهم مواقع الحج المسيحي في العالم.

ووقف بشراسة سياسية، ضد اي محاولة لالصاق الارهاب بالاسلام السمح فحفز المجتمع الدولي لاصدار مبادرة الوئام وقاومة التطرف وتصدى له، بكل ايمان بان الاسلام رسالة محبة وهداية لبني البشر.

فتمسك تمسكا شرعيا روحيا بالوصاية الهاشمية، على المقدسات الاسلامية والمسيحية والمدافع عن قضية العرب الأولى وحق شعبها باسترداد حقه وتنفيذ وتحقيق مشروعة الوطني باقامة دولته المستقلة على ارضه المحررة.

لا تنفصل مسؤوليات الملك، وهو يعبر إلى الستين، عن ماهو على الصعيدين الوطني القومي، والدولي الانساني وحقه علينا لانه اردني هاشمي اصيل، وحقه على المجتمع الانساني الدولي لانه انسان مفعم بالنبل في زمن عز فيه النبل والفروسية.

في الستين تبقى فارسنا وانسانا النبيل، ونسير معك إلى المئة والعشرين' ١٢٠» باذن رب العالمين ورب السماوات هادي الاردنيين، إلى مافية خير بني البشرية في عالم تسوده المحبة والصحة والسلامة للجميع.

وكل عام وسيدنا بالف خير، وقد تحققت اماني الاردنيين وتحقق السلم الاهلي للجميع ونحن مؤهلين لقيادة مركب الاردنيين والعالم من حولنا نحو ما كنا ننادي ونطلق على بلد الامن والامنين على مستقبلهم، في وطن الامن والامان ووطن للمؤمنين.