هناك جدل واسع وسؤال مهم في مفهوم العشائرية فالكثير يحاول أن يحمل كل التناقضات والعقبات في المجتمع على أن العشائرية هي أساس المشكلة ولا بد أن من ينتقدها لم ينظر في طياتها وتفاصيلها لدراسة هذا المفهوم من عادات اجتماعية محمودة.
ولكن للحديث عن مظاهر العنف بين الشباب في المجتمع هناك عنف قائم بين الشباب يرتكز على العشائرية الأمر الذي أدى إلى اختلال مفهومها الحقيقي لدى الأجيال، كذلك بالطرق التي يتعامل بها الشباب مع الكثير من المستجدات بصورة سلبية وحتى في المشاريع الشبابية لدى مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية التي تضم في طياتها جميع التوجهات والأيديولوجيات المختلفة نجد أن هناك مفارقات بين الشباب أنفسهم حول مفهوم العشائرية وكيفية استخدامها.
ولذلك نجد أن هناك نزعة لدى الشباب تجاه العشائرية تكمن في العديد من الفعاليات بدايةً بالمشاريع والدورات التدريبية والجلسات الحوارية التي تعقدها مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المعززة للمهارات الشبابية وكما أنها تقوم على صقل هذه المهارات ليتبنى الشباب التوجهات المناسبة لصنع القرار في المستقبل ولممارستها على أرض الواقع من جلسات ودورات وبرامج شبابية للخوض في أروقة الواقع للمجتمع.
يجب علينا ألا ننكر أن مفهوم العشائرية السلبي سائد حتى الآن في الانتخابات النيابية واللامركزية وهذا عائق في اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وفي تطوير الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتربوية.
وهنا يكمن سؤال في غاية الأهمية هل أصبحت العشائرية بمفهومها السلبي عقبة للتقدم والتطور في الحياة السياسية وبمختلف القطاعات الأخرى؟ وأين يذهب أصحاب الكفاءات والخبرات في توالي الواسطة والمحسوبية المنتشرة بمؤسسات الدولة؟
هل على الشباب أن يبحثوا عن أنفسهم في التذاكر المغادرة والقادمة في الخارج؟
في الحقيقة لا نريد للعشائرية ومفهومها السامي أن يندثر لكن اليوم الوطن يضم الجميع ومصلحة المواطن واحترام الجميع في سلم اولوياتنا جميعاً.
ويجب على مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني العمل على تحديث مفهوم العشائرية ولا بد أن ذلك يحتاج لتغير اجتماعي ممنهج يربى عليه العديد من أبنائنا ويكمن ذلك بدايةً بتحديث هذا المفهوم لدى الأطفال في المدارس ولدى الشباب في الجامعات لنبذ العنف ولتعزيز الحياة السياسية وتطويرها.