(1)
طمأنينة الخاسرين
«الى جندي عائد من الحرب»
تعود النوارس
تحط على وتر الريح
اجنحةُ التعب وفضولُ المسافة
تدوّن اسماء الغائبين
واحداً
واحداً
تزرع الوردَ على مقابر الرمل
وترحل الى طقوس النار
تعد ما مرَّ
وتنسى البداية
****
تحلم النوارس
ترش نافذة الحبيبة بالندى
تزرع القرنفل على عتبة الدار
تفرش حرير يديها لـ «زغاليل»
الحَمَام
كي تنام
تعود في المساء دافئة بالقناعة
نصف جوع
نصف عطش
نصف خوف
كالفقراء
يغمسون ملحَهُم رغيف التراب
يقسمون رزقهم عصافير السَّبَل
واذا مرت الريح
كي تستريح
او تبوح
تذوب قمصانهم من خجل
تحلم النوارس
****
تعود في «عُبّها» نعمة الحياة
وطمأنينة الخاسرين
(2)
كأنه يروض رحلة الحياة
كأنه هناك
روحه ترفرف
بين عتمة النوم
ورذاذ الصحو
برزخاً يضيء للفراشات قبورها
وللاشجار منازل الصلاة
وكلما ارتعشت أمومة الغيم
وخطّت السواقي حروفَها على يد الحصى
تخضّب الندى بالارجوان
وأنشد الرمانُ قصائد الطفولة
كي «يشرق النهار»
****
كأنه هناك
صوته
رنين الماء في جرار الحزن
وهسهسة الهواء على انحناءة العشب
يمر في ظلال الصمت
ضوءاً
ترقص في يديه ذرات التراب
يمر في الصدى
ناسكاً
يروض الطريق
لرحلة الحياة