الصم والبكم فئة لها احتياجات واهتمامات كغيرها من فئات المجتمع وحازت على اهتمام ورعاية خاصة في الاردن، ما أدى إلى وجود مدارس وجمعيات تهتم بقدرات وحقوق هذه الفئة والتعريف بها وتعليمها لغة الإشارة لدمجها وتفاعلها مع المجتمع بالإضافة إلى وجود متطوعين عملوا من أجل دمج فئة الصم في المجتمع.
ومن تلك الجمعيات الخيرية التي تدعم فئة الصم «جمعية التضامن الأردني للصُم» والتي تقدم خدماتها لفئة الصم منذ العام (2010)، وتهدف إلى تشغيل الصُم وتدريبهم على الحرف اليدوية والدفاع عن حقوقهم.
وتعتبر جمعية التضامن الأردني للصم جمعية خيرية تدريبية ترفيهيه اجتماعية، تقوم على مساعدة الأشخاص الصُم بالمشاركة في المعارض والبازارات والذهاب برفقتهم إلى رحلات سياحية ترفيهية.
وقالت مترجمة لغة الإشارة في الجمعية سهى الخطيب: إن الجمعية تخدم عائلات الصُم وتقدم لهم المساعدات المادية والمعنوية، وتكفل تدريس طلاب الجامعات «الصُم »، باعتبارهم داعمين لأهاليهم في المستقبل، وبالتالي فالجمعية هي المُنسق بين المُتبرع » الداعم » والأصم.
وأضافت الخطيب: إن من الخدمات الأخرى التي تقدمها الجمعية صنع هويات تعريفيه تُشير الى أن الشخص «أصم»، بعكس الهوية الشخصية العادية التي لا تتوفر فيها هذه الخاصية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لمساعدته امام الآخرين والتعريف بانه من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما وتساهم الجمعية بعمل فحوصات وسماعات للصم لمساعدتهم على تحسين السمع لديهم.
وأكدت الخطيب، أن فئة الصم من الفئات المعرضة للتهميش في بعض الأحيان في المجتمع، على الرغم من وجود مدارس وجمعيات تدعم حالات هذه الفئة وتدمجهم في المجتمع الذي يعيشون فيه عبر نشاطات وفعاليات، لكن هناك صعوبات ما زالت تواجه هذه الفئة، من حيث عدم وجود مُترجم خاص لمساعدتهم في البنوك أو المحاكم أو المؤسسات الحكومية أو الخاصة.
ويذكر انه تم الاحتفال بأول أسبوع دولي للصم في أيلول سنة(1958)، وتطور منذ ذلك الوقت إلى حركة عالمية يُراد منها الوحدة بين فئة الصم والتوعية المركزة على إذكاء الوعي بقضاياهم والتحديات اليومية التي يواجهونها، إلا أن قرار تخصيص يوم من السنة للغة الاشارة اتخذ عام (2018).
وزاد مؤخراً الاهتمام بلغة الإشارة لاعتبارها لغة للتواصل، وأدى ذلك إلى الاختلاط الواسع مع فئات ذوي الإعاقة الخاصة بالسمع والنطق، حيث أتقن الطفل الأردني«أوس عودة» لغة الإشارة للتواصل مع جده وجدته كمُصابين ضمن فئة الصُم والبُكم، على الرغم من عدم معاناته من أي إعاقة سمعية أو كلامية، ما دفعه ليصبح أول مُدربا صغيرا للغة الإشارة في الأردن.
ومن هذه الفئة من اختار إنشاء مشروع أعمال فريد من نوعه للصم والبكم في الاردن، ومنها مشروع «محطة لغة الإشارة لغسيل السيارات» لصاحبها سامر عباس رجل الأعمال الأصم، حيث نشأت الفكرة من مجموعة أشخاص صمٌ، بسبب عدم توفر فرص عمل لهم لكونهم فئة ذوي الإعاقة، وتحققت الفكرة بعد تجاوز كافة المعيقات.
وبات من المؤكد أن الأشخاص من فئة الصم والبُكم لهم القدرة على العمل والإنجاز كباقي الأفراد، ولا يوجد ما يعيق تقدمهم واندماجهم بالمجتمع، والعديد منهم تحدى حالته الخاصة ونال أعلى الشهادات، ومنهم من وصل إلى هدفه وصنع منه ما يفيد نفسه ومجتمعه أيضاً.
الصمم والبكم ليس عائقاً أمام الإنجاز
11:54 12-10-2021
آخر تعديل :
الثلاثاء