لقد شرع البنك الاحتياطي الفيدرالي بالتعاون مع الأكاديميين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بإنشاء مشروع الدولار الرقمي لتنفيذ الفكرة التي تراودهم نحو تحقيق الشمول المالي كمسوغ لإعادة تصميم أنظمة الدفع واعتباره مشروعاً بالغ الأهمية وذا أولوية عالية، ويقلل الحاجة إلى بدائل خاصة مثل العملات المشفرة والعملات المستقرة.
وتبقى الحاجة لعملة رقمية كبديل في نظام المدفوعات، إلا أنه يجب الموازنة بين مزايا الدولار الرقمي والتكاليف المرتفعة المحتملة والمخاطر الكبيرة التي يتعرض لها النظام المالي المصاحب له.
وسيقدم الاحتياطي الفيدرالي ورقة بحثية خلال الأشهر القليلة القادمة تناقش آلية الإصدار وجدوى العمل، وهناك حاجة لمزيد من الإجراءات التنظيمية وإيجاد إطار عمل تنظيمي ملائم مثل ودائع البنوك أو صناديق الاستثمار قبل أن يكون للعملات المستقرة دور أكبر في النظام المالي.
قد يجلب الدولار الرقمي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الملايين إلى الاقتصاد الرقمي بمعنى بما أن الاعتماد على الدفع الالكتروني أصبح واسع النطاق، سيعمل الدولار الرقمي المدعوم من الاحتياطي الفيدرالي مثل النقد بعمليات مالية دون تأخير أو رسوم معالجة أو متطلبات داخلية ويمكن أن يوجه الأميركيون غير المتعاملين مع البنوك إلى الاقتصاد الرقمي، مثل إرسال النقود رقميا أو تمرير بطاقة الخصم الحكومية للدفع، مع بقاء هذه الأموال في محفظة مدعومة من الاحتياطي الفيدرالي خارج النظام المصرفي الخاص.
ومع ذلك ترافق مرحلة إصدار الدولار الرقمي العديد من التحديات كمخاطر الفشل أو القرصنة أو انتهاك الخصوصية الشخصية، ولكن إذا تمكن الاحتياطي الفيدرالي من جلب دولار رقمي عبر الإنترنت، فقد يجعل الاقتصاد الرقمي أسرع وأكثر كفاءة وأكثر سهولة للوصول لخدمات موثوقة ومقبولة التكاليف.
يعتمد نظام الدفع الرقمي بشكل كبير على القطاع الخاص وهذا له سلبياته حيث يمكن أن تتأثر أسعار الفائدة بشدة إذا لم يتم سداد الأرصدة، فقد كان متوسط رصيد بطاقات الائتمان الأميركية حوالي 5900 دولار في نهاية عام 2020، وتفرض البنوك رسوم سحب على المكشوف إذا سحب الشخص أموالاً من حسابه جاري أكثر مما لديه. وعلى الرغم من أن بعض التطبيقات تسمح للأشخاص بتحويل الأموال رقميًا بسهولة، إلا أن التطبيقات لا تزال مرتبطة إلى حد كبير بالحسابات المصرفية مع تأخير المعالجة لعدة أيام أو رسوم الإيداع الفوري. فالعملة الرقمية خيار عام خالٍ من الرسوم والتأخيرات.
إن الولايات المتحدة ليست وحدها التي تفكر في عملة رقمية حيث تقوم أكثر من 60 دولة وسلطة قضائية في العمل الجاد على إنشاء عملتها الرقمية. ويرى البعض أن العملة الرقمية جبهة أخرى في الحرب الباردة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين.
برأيي، إن الاسراع في إصدار الدولار الرقمي سيساعد الولايات المتحدة للحاق بالركب كمصدر للرافعة المالية والنقدية في خضم سهولة استخدام الوحدة الرقمية الصينية في المعاملات عبر الحدود.
