تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد في المدارس، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مشاركة أمهات لعلب حفظ طعام أبنائهن «لانش بوكس»، والتي تميزت بتنوع أصناف الأطعمة كـ الساندويشات وأنواع خضار وفواكه موضوعة في أجزاء مخصصة لها، وعلب حلويات، بالإضافة الى المكسرات الصحية.
وأثارت تلك الصور ومقاطع الفيديو ردود فعل متباينة بين الأمهات حيال علب الطعام ومحتوياتها، بين من أبدت إعجابها بطريقة عمل الساندويشات وأصناف الفواكه المميز وغيرها، وأخريات أبدين امتعاضهن من كمية وتعدد أنواع الأطعمة الموجودة في الحافظة كونها لا تراعي مشاعر طلبة غير مقتدرين ماديا، ما ينعكس سلبا عليهم.
وفي هذا السياق، تعارض المستشارة التربوية الدكتورة أمينة حطاب بالمطلق، ما أسمته"بهرجة اللانش بوكس»، لافتة الى أنها لا تعبر عن عناية الأمهات بأبنائهن، وإنما شعور نفسي معين عند الأم تحاول به تعويضه بالاهتمام بمثل هذه الأمور وبالمظاهر الخادعة، أو أنها تدل على أنها قد حرمت منه في طفولتها، وتحاول توفيره لأبنائها.
وترى حطاب في حديث لـ $، أنه من الأَوْلى تعليمهم مراعاة مشاعر الآخرين، وأن الطعام هو حاجة جسمية لاستمرار النشاط داخل المدرسة وليس غاية.
وتلفت الى أن هناك أمورا تربوية يجب على الأم الاهتمام بها، كتشجيع الأبناء على بناء صداقات في وقت قلت فيه مع كورونا، وكذلك الاهتمام بتعويض ما فاتهم من مهارات دراسية، وغرس قيم وأخلاق مجتمعية تبقى معهم على مدى الحياة، وليس الاهتمام بمظاهر زائفة لا تغني ولا تسمن من جوع.
إرسال» لانش بوكس» مع طفلك إلى المدرسة ضرورة
يقول اختصاصي التغذية محمد أبو صيام: لقد أصبحت علبة حفظ طعام التي يأخذها الطفل معه إلى المدرسة، من أهم مستلزمات الدراسة، إذ يعتبر اقتناؤها وسيلة لحماية المواد الغذائية للأطفال من الحرارة أو التلوث.
ويرى في حديثه لـ $، انه من الضروري أن يحتوي «اللانش بوكس» على وجبة صحية مكوّنة من المواد الغذائية المانحة للطاقة، ونسبة فسادها قليلة، فالطالب يقضي ما لا يقل عن ست ساعات يومياً في المدرسة، لذلك يحتاج لأن يتناول وجبة رئيسية، بالإضافة إلى وجبات خفيفة.
ويكمل: وذلك لضمان حصوله على العناصر الغذائية الأساسية من بروتين ونشويات ودهون صحيّة، بالإضافة للعناصر الثانوية مثل الفيتامينات المختلفة والمعادن المسؤولة عن نمو الطفل بشكل صحي وسليم.
ويذكر أبو صيام، أن البروتين يعتبر من العناصر الهامة لتكوين أنسجة الجسم، وخصوصا في مرحلة الطفولة؛ لتساعدهم على النمو بشكل طبيعي وسليم، وهو موجود في البقوليات والبيض والحليب ومشتقاته واللحوم بأنواعها ومهم أن تكون اللحوم قليله بالدهون.
ويبين أبو صيام أن النشويات أو الكربوهيدرات واحدة من العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها الجسم لتوليد الطاقة، ولذلك فهي تعتبر من العناصر المهمة للأطفال.
ويلفت الى أن النشويات أو الكربوهيدرات موجودة في الخضراوات النشوية كالبازلاء والذرة والبطاطا والبطاطا الحلوة، والبقوليات الجافة كالفول والعدس واللوبيا، والحبوب كالقمح والشوفان والشعير والأرز والخبز.
ويذكر أن هناك بعض التوصيات التي تشير إلى أن استهلاك الماء يومياً يكون حسب العمر، و لكن بالنسبة للأطفال فإن الأمر مختلف قليلاً، حيث يجب أن تراعي بعض العوامل الأخرى مثل ممارسة الطفل للرياضة وما إذا كان الطقس حارا أم لا، اذ يحتاج الطفل في الطقس الحار الى شرب المزيد من الماء.
وينصح بعدم انتظار إحساس الطفل بالعطش لأن بحلول ذلك سيكون جسده يعاني من الجفاف.
وبحسب أبو صيام، فإنه وفق التوصيات العالمية فإن الأطفال من سن 5 – 8 سنوات يحتاجون الى خمسة أكواب من الماء يومياً، بينما الأطفال من سن 9 – 12 عاما يحتاجون الى سبعة أكواب من الماء يومياً، فيما يحتاج الأطفال في سن البلوغ من 13 – 18 عاما من 8 – 10 أكواب من الماء يومياً.
ويشدد على ضرورة تناول الأطفال الخضراوات والفواكة؛ لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف والماء، لتساعد الطفل شعور الشبع لفترة أطول.
ويلفت الى أنه بالامكان تقديم الحلوى للأطفال بين الحين والآخر لكن يجب الحرص على تحضيرها بالطريقة الصحية، مثل «البان كيك» الصحي والكيك المحضّر في المنزل.
«نصائح عامة لوجبات صحية»
وينصح أبو صيام بتخصيص زجاجة ماء للطفل مرفقة مع «اللانش بوكس» لتغطية حاجته في المدرسة من الماء بمقدار 250 مل -500 مل حسب عمر الطفل وحسب الظروف المجاورة، بالإضافة الى مشروبات غنية بالكالسيوم مثل الحليب ومشتقاته.
ويفضل أبو صيام تحضير العصائر منزليا بدلا من المنتجات المحفوظة فهي ليست طبيعية، أما في حال تم شراؤها من السوق فيفضل أخذ أنواع المشروبات بدون سكر مضاف، أو ألا تتعدى الـ10% من السكر، وألا تحتوي على مواد حافظة، وأن يكتب عليها عصير لضمان أنها تحتوى على فواكه طبيعية 100%، ليس نكتار و لا شراب، اذ تم ترتيبها حسب الأفضلية.
كما يفضل أبو صيام المخبوزات أن تكون بدقيق الحبة الكاملة، بالإضافة إلى تحضير الحلوى منزليا؛ لضمان تحضيرها بطريقة صحية، ويمكن اضافتها مرتين بالأسبوع فقط.
أما في حال اختيار وجبات خفيفة غير صحية مثل «الشيبس»، البسكوت، «شوكليت» أو «الكركرز» يشدد أبو صيام، على ضرورة ان لا تتعدى نسبة السكر فيها الـ10%، وألا تحتوي على زيوت مهدرجة متل زيت النخيل أو الزيوت المشبعة وأن تكون نسبة الصوديوم فيها أقل ما يمكن ونسبة الألياف أعلى ما يمكن، بحيث يكون مصدر المنتج حبوبا كاملة.
علب طعام طلاب المدارس (لانش بوكس) بين الضرورة والمباهاة
12:00 9-9-2021
آخر تعديل :
الخميس