انطلقت قبل ايام عروض الفيلم الاردني الفلسطيني المعنون «بين الجنة والأرض» للمخرجة نجوى نجار والتي دارت احداثه داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
نال سيناريو العمل دعم الكثير من الجهات الداعمة من بينها الصندوق الاردني لتمويل الافلام، احد انجازات الهيئة الملكية الاردنية للأفلام، والعديد من المنح التمويلية من بلدان عربية واوروبية.
تناول الفيلم الجديد لنجار ما آلت اليه اوضاع القضية الفلسطينية من تحولات، عبر تناول المخرجة مجموعة من العلاقات لشخصيات انسانية تقطن في الاراضي الفلسطيني المحتلة، من خلال قصة حب ترويها بأسلوبية أفلام الطريق عن زوجين على وشك الانفصال، تداهمهما تحديات اتمام معاملة طلاقهما حيث يتطلب الامر تصريحاً يمكن الزوج المقيم في الضفة الغربية الدخول الى اراضي فلسطين المحتلة العام 1948 مكان اقامة زوجته.
من هنا تأخذ كاميرا الفيلم في معاينة تطلعات وامال وهموم اكثر من شريحة من مكونات المجتمع الفلسطيني وما تفرضه سلطات الاحتلال من عقبات في حياة افراد وجماعات داخل تفاصيل العيش اليومي للناس هناك، وتحديدا في مدن الناصرة وحيفا ويافا والجولان وعداها من المناطق الريفية والساحلية وكل ذلك في كادرات تحتوي على تكوينات اخاذة تبدو فيها تضاريس طبيعية من جبال ووديان وساحات وحارات وميادين وبيوتات في معمار فتان مستمد من موروث البيئة المحلية التي سعت سلطات الاحتلال الى طمس جذوره وتغييب هويته.
إضافة إلى حرفيتها اللافتة واصلت المخرجة النجار في فيلمها الجديد الغوص داخل عوالم رحبة من الإبداع الدرامي والفني، باحساس ذكي بمفردات وعناصر اللغة السنمائية التي تتوازى مع المواقف التي تعيشها الشخصيات، مثلما تكشف عن ذلك بمشهديات بليغة متناغمة مع شريط الصوت المشبع باغنيات عربية راسخة.
سبق للمخرجة نجار التي درست السينما في اميركا ان رفدت السينما العربية الجديدة بأفلام روائية وتسجيلية قصيرة وطويلة تعاين الظروف الصعبة التي يعيشها الانسان الفلسطيني وقدرته على الاصرار والتحدي رغم الهيمنة والاحتلال.من بين افلام المخرجة النجار التسجيلية: (نعيم ووديعة) و(جوهرة السلوان) و(حكاية ولد اسمه محمد) و(أغنية ياسمين)، بالاضافة الى اليفلمين الروائيين الطويلين اللافتين باسلوبيتهما الجمالية والدرامية (المر والرمان) و(عيون الحرامية)، وفي جميعها جالت المخرجة بالعديد من مهرجانات العالم السينمائية، حيث حظيت فيها باعجاب المشاهدين والنقاد وفازت بجوائز رفيعة.
عكفت المخرجة التي درست السينما في الولايات المتحدة الاميركية على انجاز افلامها على نحو مغاير للسائد، وظلت امينة على نهج سينما المؤلف حاكت فيها أكثر من قضية اجتماعية وإنسانية على خلفية الأحداث التي يعيشها الإنسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة في الوقت الراهن وترصد حالات من المشهد اليومي من العلاقات والمفاهيم الموروثة بفعل التقاليد الدارجة داخل البيئة الاجتماعية هناك، وفيها تنأى عن الخطاب السياسي أو التنظيري الزاعق، بقدر ما تقترب المخرجة من توظيف مفرداتها الفكرية والبصرية وتضعها أمام المشاهد بإيحاء وسلاسة الصنعة تتوصل فيه إلى مفهوم الإبهار المشهدي النابه.
فيلم «بين الجنة والارض» لنجوى نجار.. كاميرا تجول في فضاءات رحبة
12:15 13-8-2021
آخر تعديل :
الجمعة