قاد الحاخام المتطرف «يهودا غليك» امس مجموعة كبيرة من المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراسة أمنية مشددة من قوات الشرطة والقوات الخاصة التي انتشرت قبل ذلك في كافة ارجاء المسجد وخاصة مسار الاقتحامات شبه اليومي.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن ٨٧ متطرفًا بقيادة المتطرف «غليك» اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد.
وأوضحت الأوقاف أن اثنين من عناصر شرطة الاحتلال اقتحما المصليات المسقوفة بالمسجد. فيما اقتحم المسجد ١٣٠ من الإسرائيليين تحت مسمى السياحة لغير المسلمين.
وأكدت الاوقاف الاسلامية في القدس ان الاقتحام الثاني بعد صلاة ظهر امس شارك فيه ٥٢ مستوطناً قاموا بجولات استفزازية بطيئة تلقوا فيها شروحات عن الهيكل المزعوم من مرشدين من جماعات الهيكل المزعوم، فيما اقتحم ٨٨ إسرائيلياً المسجد بحجة السياحة لغير المسلمين.
ودققت وعطلت قوات من الشرطة دخول المصلين للمسجد الأقصى خلال هذه الاقتحامات، وأوقفت عدداً منهم عند باب المجلس وباب السلسلة وعند باب الملك فيصل، ودققت في هوياتهم الشخصية ونبشت في مرفقاتهم وحقائبهم.
وأفادت دائرة الأوقاف، أن المستوطنين اقتحموا الأقصى، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية، تركزت في المنطقة الشرقية من المسجد وبالقرب من مصلى باب الرحمة.
وأضافت أن مستوطنة اقتحمت الأقصى بلباس ينتهك حرمة المسجد أثناء الاقتحام، وتجولت في ساحات المسجد برفقة الحاخام غليك الذي قاد الاقتحامات والجولات الاستفزازية والشعائر التلمودية قبالة قبة الصخرة، وقدم شروحات عن «الهيكل المزعوم» قبل أن يغادروا المسجد من جهة باب السلسلة.
ورصد التقرير حقوقي ارتكاب الاحتلال 3886 انتهاكا خلال شهر تموز الماضي.
وارتكب الاحتلال ومستوطنوه 22 اعتداء على دور العبادة والمقدسات، فيما أبعد الاحتلال 3 مواطنين عن المسجد الأقصى، في الوقت الذي قدم الحماية إلى 3387 مستوطنا اقتحموا الأقصى خلال ذات الفترة.
بدوره، حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ الدكتور عكرمة صبري من خطورة ومالات اقتحام وفد من المخابرات الأميركية للمسجد الأقصى المبارك، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال صبري امس، إن اقتحام الوفد الأمني الأميركي للأقصى يدلل على أن أميركا تقف إلى جانب سلطات الاحتلال في قضية الأقصى.
وأضاف «نحن سمعنا مرارًا وتكرارًا بأن مسؤولين أميركيين يطلقون اسم (الهيكل) على المسجد الأقصى زورًا وبهتانًا، وهذا يعني أنهم يؤيدون الاحتلال في استمرار تجاوزاته ضد المسجد، واستباحة حرمته». وأكد أن هذه الزيارة تحمل دلالات خطيرة، تكمن في تجرؤ الاحتلال ومتطرفيه أكثر فأكثر على المسجد الأقصى وتنفيذ مخططاته الرامية لتهويده، وفي انتهاكهم لحرمته والاعتداء عليه.
وحمّل الشيخ صبري، الولايات المتحدة الأميركية- كما سلطات الاحتلال- المسؤولية الكاملة عن أي توتر قد يحصل في المسجد الأقصى ومحيطه مستقبلًا.
وكان 13 عنصرًا من المخابرات الأميركية اقتحموا الثلاثاء، المسجد الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال، تزامنًا مع إحياء المسلمين رأس السنة الهجرية.
وحول ارتفاع أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى، قال الشيخ صبري: «هذا يؤكد أن الاحتلال طامع في المسجد المبارك، ويسعى لبسط سيطرته الكاملة عليها، كما ينادي عدد من المسؤولين الإسرائيليين».
وأشار إلى أن مسؤولي الاحتلال لم يتوقفوا عن اعتداءاتهم على الأقصى منذ عام 2017، أي عقب انتهاء «هبة البوابات الإلكترونية»، فهم يحاولون رد الاعتبار لهم، لأجل بسط «السيادة الإسرائيلية» على المسجد.