د. بسام الزعبي
على الدوام تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية أهمية وقوة العلاقات الأمريكية الأردنية على جميع الصعد، ويشير البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتطلع إلى بحث زيادة التعاون بين البلدين على كافة الصعد خلال لقاء الملك.
فيما يشهد برنامج زيارة الملك لقاءات مع أركان الإدارة الأمريكية، وقيادات الكونغرس، والقيادات العسكرية، ولجان العلاقات الخارجية وغيرها من اللجان الرئيسية في مجلس الشيوخ، إلى جانب اللجان المختصة بالشؤون الخارجية في مجلس النواب، بالإضافة إلى اللقاءات الأخرى مع مراكز الأبحاث المؤثرة؛ مما يؤكد على المكانة التي يحظى بها الأردن وقيادته لدى مركز صُنع القرار الأمريكية.
زيارة الملك لأمريكا، كأول زعيم عربي يلتقي الرئيس الأمريكي الجديد، تحمل في طياتها ملفات مهمة وحساسة تُبحث على طاولة الحوار في أكثر من اتجاه، وهو ما يشير إلى الأهمية التي توليها الإدارة الأمريكية للزيارة من خلال تعزيز التشاور مع الأردن حول كافة القضايا المشتركة على المستوى الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً.
فعلى الصعيد المحلي يسعى الأردن للحصول على تأكيدات وتعزيزات من القيادة الأمريكية الجديدة بهدف دعم الأردن على المستويات السياسية والاقتصادية للتخفيف من الضغوطات التي يعانيها، وعلى المستوى الإقليمي يأمل الأردن من الإدارة الأمريكية أن تعزز وتؤكد أهمية دوره الرئيسي والمحوري في كافة قضايا وملفات المنطقة؛ وخصوصاً السياسية والاقتصادية منها.
الإدارة الأمريكية استبقت لقاء الملك والرئيس بايدن بالإعلان عن تحويل الدفعة الأولى من الدعم النقدي المباشر للأردن بقيمة 600 مليون دولار؛ من ضمن المنحة الكلية لعام 2021 البالغة 845 مليون دولار، فيما سيتم تحويل الدفعة المتبقية بواقع 245 مليون دولار قبل نهاية العام، وتأتي هذه المبالغ ضمن المنحة الأمريكية الاجمالية البالغة 1.5 مليار دولار خصصتها الإدارة الأمريكية للأردن خلال السنة (المالية) 2021.
وتهدف هذه المنحة إلى دعم برامج التعافي الاقتصادي التي وضعتها الحكومة، إلى جانب تمويل مشاريع تنموية تحظى بالأولوية في قطاعات مختلفة، مما يؤكد التزام الولايات المتحدة بدعم الحكومة الأردنية للوفاء بالتزاماتها الداخلية والسير بخططها التنموية، والحرص على متانة الاقتصاد الأردني.
لقاء الملك مع الرئيس بايدن سيبحث ملفات اقتصادية مهمة للأردن ومنها؛ قانون قيصر المفروض على الشقيقة سوريا؛ وهو ملف مهم للأردن، حيث يسعى الأردن لإعادة الحركة والنشاط التجاري مع سوريا إلى أعلى مستوى للمساهمة في تنشيط الوضع الاقتصادي، إذ أن فتح المعابر مع سوريا يعزز حركة التجارة أيضاً مع لبنان وتركيا ودول أوروبا.
كما يبحث الملك ملفات اقتصادية واستثمارية عديدة تهم الأردن ومنها؛ اتفاقيات التجارة الحرة والمناطق الصناعية المؤهلة، وتعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية الهادفة لدعم الاقتصاد الأردني، في الوقت الذي تؤكد فيه الإدارة الأمريكية على الدوام على أهمية وقوة العلاقات الثنائية بين البلدين وحرص القيادة الجديدة على تعزيزها على كافة المستويات.
القيادة الأمريكية الجديدة مؤمنة بالدور الكبير والمهم الذي يقوم به الأردن وقيادته في معالجة قضايا المنطقة بكل حنكة وعقلانية؛ وهي حريصة على دعم الأردن لتبقى المنطقة تنعم بالأمن والإستقرار، رغم ما تتعرض له من ضغوط سياسية واقتصادية، ليبقى الأردن صوت العقل والمنطق والتوازن بين دول المنطقة.