تَهل علينا مناسبات وطنية منقوشة بالوجدان الأردني، تُذكرنا بما مضى من إنجازات وتبشرنا بخير قادم يحفزنا من أجل بذل المزيد لتعزيز مسيرة البناء المتين لهذا الوطن الشامخ رغم أنفِ المكائد والتحديات والمؤمرات، عيد الجلوس الملكي على العرش ويوم الجيش ذكريات عزيزة تدعونا جميعاً للمضي قدماً لتصحيح الخلل واستنبات معالجات ضرورية من اجل إعادتنا الى السكة، لتكون خير فرصة لذلك.
عيد الجلوس ويوم الجيش، حكايات مجد تروى وراياتنا خفاقة ترفرف بالمجد والسؤدد وهاماتنا مرفوعة تعانق عنان السماء، في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد تحيط بنا من كل حدب وصوب.
المناسبات الكريمة هذا العام تأتينا وسط حراكٍ بقيادة ملكية سامية لاستنهاض الهمم بُغية السير في مسيرة الإصلاح الدائمة والمستمرة من أجل تحقيق الرفّعة والمنعة «لأردن الشومات»، مما يستدعي تضافر الجهود الخيّرة الصادقة من أبناء الوطن المُخلصين لتحقيق المطلوب.
نَعلم بأن طريق الإصلاح طويل وشاق تعتريه عثرات ومعيقات التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لكن علينا السير في هذا الطريق، واثقين الخطى مُتسلحين بالإيمان بالله وحكمة القائد الفذ ووعي المواطن الأردني.
نردد اليوم وكل يوم؛ خافق في المعالي والمُنى عربي الظلال والسنا، احتفالاً بقوة وطننا الذي تحطمت على عتباته المؤامرات، واستذكاراً لمحطاته البرّاقة وتاريخه الذي سُطر بدماء زكية وفاء للثرى الطهور، من لحظة الثورة العربية الكبرى مروراً بمشروع النهضة والذي يعد حكاية الشيخ الجليل الملك المؤسس طيب الله ثراه، فبُوركت الدماء وبُورك الأردن.
دعونا نحتفل؛ ولكن علينا مع احتفالنا أن نعمل ونحن نعلم أن التحديات جمّة، والمحيط مُلتهب ولا يرحم، ولكن قبل ذلك هي رسالة إلى كل من يعتقد أن احتفاله ترف بأننا نعلم ونحن نحتفل بأننا نحتفل بسواعد تشمّر للعمل، نعم، تُشمِّر للعمل، نعارض بعض السياسات والقرارات والخطط، ولكن كل هذا من باب المعارضة الصحية التي تصبُّ في المصلحة الوطنية العليا، نطالب دوماً بالاصلاح وتقويم المسار، ولا نلتفت لمن يوزعون صكوك الوطنية المزورة حسب أهوائهم ومآربهم الشخصية.
ختاماً أقول، عبر عن فرحك واعتزازك بوطنك ومناسباته بعيداً عن العابرين والمارقين الحاقدين الذين تمتلئ قلوبهم بالحقد واللؤم، ولو كان حفل وطني لدولة أُخرى لرأيته في بَهْو الفندق ينتظر محتفلاً معهم فهم أولياء نعمته وهو «التبوعة» فتجده يحتفل حتى بعيد ميلاد لقاتل ويمنحه المحبة والزغاريد، ونقول لكل هؤلاء: سنحتفي ونعتز بتضحياتنا وإرثنا وتاريخنا بقلوب تنبض عشقاً بالوطن الذي بات اليوم عنواناً عربياً للعزة والسلام، فأدام الله عزّك يا أردن الخير وندعو المولى عز وجلّ بأن يحفظه وكل عام والأردن العظيم وقائده الحكيم وشعبه الكريم بألف خير.
sultankhalayleh@yahoo.com