كتاب

لقاء سمو ولي العهد.. دلالات ومضامين 

عندما تدقق في المضامين التي أشار اليها بشكل ضمني ودقيق سمو ولي العهد يفاجئك ذلك المخزون الفكري والثقافي الذي لا يمكن أن ينتج أو يتجلى بتلك الصورة غير النمطية إلا من مدرسة بيت الحكمة والحكم بيت الهاشميين الذين يزرعون في كل خريج من تلك المدرسة ثوابت قيمية وقدرة على الاستشراف المستقبلي وإمكانيات غير مسبوقة في القراءة الموضوعية للواقع الأردني وفي نهجهم الابداعي الخلاق مستقل كما قال سمو ولي العهد عندما نوه الى جده المغفور له الحسين بن طلال قائلاً (تعلمنا منه أن يكون لدينا فكر ونهج مستقلاً ضمن الثوابت التي تربين? عليها) رحمه الله.

وعندما تتابع مضمون المقابلة ترى انعكاس وتجلي المكان في فكر سموه بتواضع يعبر عن صلابة دون غرور في موقعه بين رفاق السلاح عندما قال انه اثناء تواجده بين رفاق السلاح في الجيش العربي فهو ليس ولي العهد انما هو ملازم أول كما هم بقية ضباط جيشنا العربي المصطفوي ولذلك فعندما ترى سعادة ولي العهد بان أصبح مشرفاً على برنامج رفاق السلاح بدعم المتقاعدين العسكريين فان ذلك يعبر بكل وضوح عن الايمان العميق بهذه المؤسسة العسكرية التي تعبر عن تجلي المسؤولية المجتمعية تجاهها والثقة المطلقة بها كحامية للاستقرار والامن المجتمعي و?افعة من روافع الاطمئنان الكلي والعازل لكل فرد من افراد هذا الوطن لم يأت ذلك صدفة؛ فقد نوه سموه الى انه يحمل اسم الراحل العظيم الملك الحسين طيب الله ثراه وهذا يضيف مسؤولية على كاهل سموه لتشبيهه بالحسين العظيم وهو استذكر خلال ذلك الحديث مستوى العطف الذي كان يتلقاه وانه سيكون محافظا على ذلك الإرث ضمن اطار دينامية المكان وتحولات الزمان وتجليات الواقع الموضوعي والذاتي في معالجة القضايا الكبرى اخذا بالاعتبار كل ما يتعلمه يوما بعد يوم من خلال مرافقته لوالده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله قائلا (إ? المجالس مدارس) عندها تطرق أيضاً سمو الأمير إلى إيمانه العميق بدور الشباب، وأن هذا الدور يجب أن يرقى إلى مستويات قياسية في توسيع دائرة الفرص أمامهم ودعم إبداعاتهم، التي يرتكز عليها كل بناء وطني مستقبلي منوها سموه إلى دور مؤسسة ولي العهد كرافعة جبارة، لتبني الإبداعات الخلاقة في إطار مؤسساتي يستهدف كل إبداع شبابي بالاحتواء والتطوير بمنهجية تعتمد الحداثة مرتكزاً وهدفاً استراتيجياً.

وقد نوه سموه إلى ضرورة مأسسة العمل التنفيذي المستدام وعدم الخضوع إلى قاعدة تبدل المسؤوليات، داعياً إلى مأسسة حقيقية لكل مؤسسات الدولة، لأن الانقطاع والاستمرار ومن ثم الاستمرار والانقطاع يكون عاملاً في تمثيل وهروب الاستثمار.

أما في سياق رده على سؤال حول القضية الفلسطينية فقد قال وبكل وضوح ودون أن يدع مجالاً للشك بأن (القدس قضية شخصية لدى الهاشميين وخط أحمر عند كل أردني) ومركزية القضية الفلسطينية هي ثابتة لا تخضع للتأويل أو الحوار فهي جزء لا يتجزأ من ثوابت الهاشميين على مدار التاريخ في واقعنا الحاضر وفي كل افاق مستقبلنا.