يلجأ مواطنون الى محلات العطارة والأعشاب الطبيعية للمداواة بديلاً للطب الحديث واعتقادهم بأنها أكثر أمانا، إلا ان هناك تجار أعشاب مدعون يستغلونهم ماديا وعاطفيا خصوصا من يعانون من أمراض مستعصية.
وطالما اعتمد بعضهم وصفات من الأعشاب التقليدية المعروفة لعلاج بعض الأمراض الخفيفة، وبعد جائحة كورونا لجأ الكثيرون لهذه المحلات على امل ان تخلصهم من الفيروس وأمراض أخرى، إلا ان مواطنين وأطباء متخصصين أكدوا في تصريحات الى $ ان البعض وقع ضحية لبعض التجار المدعين وتم استغلالهم عاطفيا وماديا، مشددين ان بعض الأعشاب قد تعطل عمل الأدوية التي يتناولها الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو خطيرة.
يحيى سليمان قال ان بعض أصحاب محلات الأعشاب استغلوا اندفاع الناس عليها بسبب إقبالهم على الأعشاب الطبيعية لعلاج كورونا، وروجوا لوصفات غير صحيحة تحتوي على مواد لا علاقة لها بعلاج الفيروس، معتبرا ان التداوي بالأعشاب لم تثبت فعاليته في هذا الشأن خصوصا في ظل كورونا.
أما فاتنة الحسن ربة بيت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم، فقالت انها لجأت الى محل أعشاب طبيعية حيث أقنعها صاحبه بأنه يمكن علاج الضغط بالأعشاب، وبالفعل أعطاني عشبة، وبعد ان استخدمتها حصل معي مضاعفات سيئة جدا، ما جعلني اتواصل مع أحد الأطباء المختصين، الذي نصحني على الفور بالتوقف عن تناولها لأنها تثبط الأدوية التي أتناولها.
وفي قصة أخرى قال علي المناصرة الذي تواصل عن طريق الانترنت مع احد بائعي الأعشاب الطبيعية إذ أعطاه وصفة للتخلص من مرض سرطان القولون الذي يعاني منه منذ سنوات، ومثل الغريق الذي يتعلق بقشة استغله هذا البائع مرارا وتكرارا ودفع أموالا كثيرة له اعتقادا منه انه سيشفيه من المرض، لكن النتيجة كانت ان هذه الخلطات والوصفات لم تحقق اي نتيجة بل على العكس نتائجها كانت سلبية.
صاحب أحد محلات الأعشاب في عمان عامر المصري نبه الى ضرورة التفريق ما بين الدجالين والنصابين الذين يستعملون الأعشاب في استغلال الناس عاطفيا وماديا، خاصة المرضى منهم بأمراض خطيرة، وما بين البائعين الذين يراعون شروط الحماية والنظافة والجانب الصحي لهم، مؤكدا ان بعض الأعشاب لها فوائد كبيرة ولا يمكن الاستغناء عنها، لكن بعض الأمراض لا تنفع فيها ويجب استشارة الطبيب قبل استخدامها لما لها اثار سلبية وانعكاسات خطيرة.
من جهته قال مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي ان بعض المواطنين لديهم ايمان بالطب الشعبي وليس الطب الحديث لأسباب عديدة منها غياب الوعي والتوعية، اذ انهم لا يدركون ان مرضهم لا يجدي معه الأعشاب نفعا بل تضره أكثر، لافتا الى ان الأشخاص يجيب ان يكونوا مدركين لمرضهم وماهيته.
كما ان هناك من يظنون ان المداواة بالأعشاب أكثر أمانا من الأدوية، ولا يريدون استخدام مواد كيماوية حسب اعتقادهم، مفضلين المواد الطبيعية، غير مدركين ان بعض الأعشاب تحتوي مواد كيميائية من الممكن ان تتفاعل مع بعض الأدوية التي يتناولها الشخص، مسببة نتائج عكسية وأعراضا جانبية.
ولفت الى ان بعض الأعشاب تعمل على تعطيل عمل بعض الأدوية، خصوصا لمن يعانون من أمراض مزمنة أو خطيرة، كالضغط والسكري والتحسسات المفرطة والسرطانات والأدوية النفسية، ما يتسبب خطورة على صحتهم، ولا بد من استشارة الطبيب او الصيدلاني قبل أخذ أي عشبة من الأعشاب.
وأشار الى ان بعض الأشخاص قد يلجأون للأعشاب بسبب عدم توفر التأمين الصحي لديهم، والتكلفة المادية للأدوية وغلائها أحيانا وكشفية الأطباء، بالإضافة الى اخرين مصابين ببعض الأمراض التي لا علاج لها ويتعلقون بقشة، يقعون ضحية لنصابين ومشعوذين عبر مواقع التواصل والقنوات الفضائية وغيرها، إذ يبيعونهم خلطات ووصفات بمبالغ كبيرة على امل بشفائهم.
واعتبر بلعاوي ان استخدام الأعشاب ظهر ايضا مع كورونا، وخرج بعض أصحاب محلات ليقولوا ان هناك أعشابا تخلص الناس من الفيروس، الا انه تم اسكاتهم علميا وطبيا بأن لا فعالية لها بالجائحة، مشيرا الى ان هناك مرضى تضرروا وحدثت معهم نتائج سلبية.
وقال يجب التفريق بين محلات العطارة التي توصف أعشابا تقليدية معروفة يتناولها الجميع لعلاج مثلا السعال والزكام، وأولئك الذين يستغلون أمراض الناس ماديا وعاطفيا، ويقدمون خلطات قد تكون احيانا سامة تصل لحد الوفاة، او تسبب انعكاسات سلبية وبخاصة من يتناولون الأدوية، ما يتطلب تشديد الرقابة الصحية عليهم حفاظا على صحة الناس.