كتاب

التطور في التعلم عن بعد

ما زال العديد من الأشخاص يتذمرون من عملية التعلم عن بعد، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، فإدارة عملية التعليم عن بعد مهمة كانت شاقة لجميع أطراف العملية التعليمية.

والسؤال الذي يجب أن نطرحه هو هل جميع القائمين على تاسيس العملية التعلمية يملكون الدراية بالأدوات التي يمكن أن تساعد في إجراء عملية التعليم الإلكتروني عن بعد بكفاءة؟!

وهل ما تم استخدامه من أدوات كان كافيا لنقول إننا نجحنا في التعليم الإلكتروني؟

إن اختيار أدوات التعليم الإلكتروني أمر صعب، ويحتاج إلى إمكانيات تقنية، وفنية، ومالية. كما أن إدارة الجوانب المختلفة للتعليم الإلكتروني يتضمن إعداد محتوى علمي إلكتروني، وتفعيل أدوات البحث والشبكات وعملية التواصل.

في واقع الحال كل ذلك كان يتم بإطار تقليدي بسيط، ولم يرتق لمستوى القول إننا نجحنا في التعلم عن بعد.

إن أهم عناصر نجاح التعليم الإلكتروني هو من تفعيل أدوات التعاون الإلكتروني المختلفة، بما يضمن التواصل بسلاسة، وهي أدوات بسيطة يمكن أن تساعد المتعلم على البقاء منظما ومواظبا على العملية التعليمية.

إضافة إلى ضرورة استخدام عدة تطبيقات على الأجهزة المحمولة لبدء المناقشات، وجدولة الاجتماعات، والبقاء على اتصال مع الطلبة المتعلمين.

إن التطوير في التعلم عن بعد يجب أن يكون عملية مستمرة ودائمة التحديث.

إذا أخذنا المستوى الأساسي كمثال لابد من تصميم فيديو ذي تأثيرات حركية، وصوتية، واستخدام الرسوم المتحركة، وتضمين الوسائط، وإدراج العناوين، والتعليقات التوضيحية السمعية لضمان جذب انتباه الطلبة المبتدئين في التعلم.

والسؤال هل حدث ذلك في الواقع؟

أما في الصفوف العليا فعلى المدرسين استخدام برامج لتسجيل مقاطع الفيديو التي يمكن للطلبة مشاهدتها لاحقًا في الوقت الذي يناسبهم، كما لابد من تفعيل أدوات تسجيل وتحرير المحتوى باستمرار بإنتاج فيديو ذات محتوى إلكتروني تعكس الأفكار من خلال استخدام الأفلام ثلاثية الأبعاد، لزيادة جذب الطلبة للعملية التعليمية، كما يجب تغير نمط عقد الاختبارات، والابتعاد عن الأسئلة التقليدية، والنمط السائد في التعليم الوجاهي.

والسؤال كم عدد المدارس التي قامت بإنشاء محتوى فيديو يتسم بجاذبية عالية للطلبة؟

وأخيراً التقييم للتعلم عن بعد ضرورة وليس ترفاً، فلابد من استخدام البيانات التي تم جمعها من الاستبانات حول ملاحظات المتعلمين في المراحل الثانوية والتعليم العالي، وهذا الجزء الأكثر أهمية في تطوير عملية التعليم الإلكتروني، حيث يفترض أن نتائج التحليل يمكن أن تساعد القائمين على تنظيم عملية سير وتطوير التعلم عن بعد من إجراء التحسينات وفقًا لواقع الحال.

فالأصل أن نتائج التقييم للتعلم عن بعد يجب أن يتم تحليلها بعد كل فصل تدريسي؛ للتعرف على مدى مساهمة الفصل الدراسي في تحسين فهم المتعلمين، ولمواجهة أهم المشاكل التي حدثت. ويفترض أن تساهم البيانات التي تم جمعها في التقييم في تحسين تصميم أدوات جديدة في الفصول الدراسية اللاحقة.

والأكثر أهمية هو ضرورة متابعة القائمين على إعداد وتنفيذ برامج التعليم الإلكتروني، والمساهمة في تطويرهم وإدراجهم في مؤتمرات متخصصة بالتعليم الإلكتروني، وحثهم على المناقشات بهدف التطوير..

Dr.asmahanaltaher@gmail.com