حذر اخصائيو أوبئة من التهاون في الاجراءات المتخذة لمواجهة الفيروس المتحور لكورونا، لأن ذلك قد يؤدي الى انتشاره بين المواطنين وبالتالي الوصول الى التفشي المجتمعي.
في تصريحات الى الرأي، ان تخفيف الاجراءات يتطلب ان يكون هناك إثبات ودليل بأن الفيروس الموجود في المملكة ليس متحورا، عن طريق العودة للفحوصات العشوائية، وعمل فحوصات السلسلة الجينية لمعرفة أنواع الفيروسات، ما يتطلب إيجاد مختبر جيني متطور بالتعاون مع القطاعين العام والخاص.
واعلنت وزارة الصحة امس، ان السلالة الجديدة لفيروس كورونا موجودة في المملكة، وانها تراقب يوميا الكثير من المؤشرات، وفي حال اكتشافها ستفرض اجراءات وقائية جديدة، مؤكدة انه لا يوجد حتى الان ما يثبت علميا ان إصابة الاشخاص بهذه السلالة ستكون أشد،إنما ما يميز الطفرة عن السلالات السابقة هو سرعة الانتشار، وان التراخي مع وباء كورونا قضية يجب ان لا تطرق أبدا.
مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي قال، انه اذا ثبت وجود بؤر للطفرة الجديدة المتحورة لفيروس كورونا،فإن ذلك يتطلب عدم التهاون في الاجراءات المتخذة لأن تخفيفها يتطلب وجود دليل على ان الفيروس الموجود عندنا ليس متحورا، حتى لا نصل الى مرحلة التفشي المجتمعي ونعود للمربع الأول.
واضاف ان الطفرة الجديدة تتميز بسرعة انتشارها وانتقال العدوى، وبالتالي يجب العودة لعمل الفحوصات العشوائية في الأماكن التي فيها تجمعات سكنية واكتظاظ كبير، وذات الاختطار العالي، بالإضافة لفحوصات السلسلة الجينية لمعرفة أنواع الفيروسات والتركيبة الجينية لها.
وقال انه من المهم ان نعرف الطفرات لفيروس كورونا في المملكة، لمنع انتشار حالات وبؤر كثيرة، لأن فحص (البي سي ار) غير قادر على معرفة اذا كان الفيروس متحورا ام لا، حيث انه يظهر فقط اذا كان الفحص ايجابياً او سلبياً، وبالتالي وجود أجهزة أخرى ضرورة ملحة لكشف الشيفرة الجينية للفيروس، ومن الممكن ان يكون ذلك عن طريق التعاون بين القطاعين العام والخاص.
ودعا بلعاوي الى ضرورة ضبط جميع المسافرين القادمين من البلدان التي ثبت وجود الطفرة الجديدة فيها كبريطانيا وهولندا والدنمارك وجنوب افريقيا وغيرها، وحجرهم، ومتابعة مخالطيهم ومخالطي مخالطيهم، وإلا سنصل الى بؤر مختلفة ستؤدي للتفشي المجتمعي، مع التأكيد على التزام المواطنين بوسائل الوقاية من لبس الكمامة والحفاظ على التباعد الجسدي.
أما الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني، فقال انه لا يوجد فيروس بالعالم لا يتحور، ووجود الطفرات شيء طبيعي سواء قلّت او زادت، ولمعرفة الطفرات التي تحدث على فيروس كورونا يجب القيام بإجراء التحاليل الجينية المختصة لمعرفة شجرة المواصفات للجينات على الفيروس وهو ما يسمى (بالشيفرة الجينية).
وأضاف ان مختبرات وزارة الصحة لا تتوافر فيها التقنية اللازمة للتحليل الجيني لفيروس كورونا، إلا ان هناك مختبرا خاصا واحدا يتعاون مع مختبرات أميركية لتحليل الفيروس ومعرفة ماهيته، لافتا الى أمله في ان يكون مركز الأميرة هيا للتقنيات الحيوية في مستشفى الملك المؤسس لديه الإمكانية للقيام بمثل هذه التحاليل، وهذا يستلزم تعاون المستشفيات الجامعية والمختبرات الخاصة ووزارة الصحة لأجل ذلك، في المملكة او خارجها.
وشدد المعاني على انه يجب ان تكون الأولوية في الوقت الحالي للمركز الوطني للوبائيات والأمراض السارية هي ايجاد مختبر جيني متطور، حتى نستطيع تحليل هذه الفيروسات ومعرفة الشيفرة الجينية لها.
وفيما يتعلق بالطفرة الجديدة المتحورة في حال ثبوت وجودها في المملكة، قال المعاني «ان الطفرة تتميز في سرعة الانتشار لكنها ليست شرسة ونسبة الوفيات فيها منخفضة، ما سينعكس في زيادة أعداد الحالات لكنها لن تنعكس على الوفيات كون وفيات الفيروس المتحور منخفضة حسب اخر المصادر المستقاة والدراسات.
ولفت الى انه في حال كان التغير كبيرا في التحور لفيروس كورونا فإن اللقاحات عندها لن تكون فعالة، حتى الكواشف المخبرية (فحوصات البي سي ار) كذلك، والمطلوب حاليا إعادة دراسة القطاعات التي ستخفف عنها الاجراءات وضبطها حتى لا نشهد تفشيا مجتمعيا للفيروس، علما ان أي اجراءات تعتمد على الحالة الوبائية في المملكة، وهذه الحالة تعتمد على الطفرات الناتجة عن فيروس كورونا.
خبراء يحذرون من كورونا المتحور ويطالبون بمختبر لمعرفة شيفرة الفيروس
10:38 27-12-2020
آخر تعديل :
الأحد