عنوان غريب، ولكن ذلك ما حصل فعلا مع شخص خلال فترة الحظر الشامل الأولى ولمدة أسبوعين عانى من الحظر والبقاء في المنزل وحيدا ونذر حال انتهاء فترة الحظر الذهاب إلى وادي رم والطيران في الهواء والتقاط صور لفرحه الغالي.
انقضت فترة الحظر بطولها وعرضها وحلوها ومرها وعاد «الكرموش» إلى ممارسة حياته دون الطيران وتفاصيل ما وعد نفسه به نتيجة ما فرضته متطلبات الحياة من عمل متواصل لتأمين لقمة العيش له ولأسرته.
قصة «الكرموش» تصلح لان تكون عبرة وموعظة؛ نفكر خلال الفترات الصعبة والدقيقة بالعديد من الأمور ولكن سرعان ما تتبخر وتتلاشى مع الإهمال وعدم الإصرار على تحقيق الأمنيات بالشكل المناسب.
لن نصلح أو يصلح الكون بالتشاؤم والشكوى والتذمر ولا بد من اليقين والرجاء والعمل والإدارة والعزم والتصميم على التخفيف ما أمكن من حدة التوتر والقلق والصراخ والتعجل والتسرع في إصدار الأحكام جزافا.
مررنا وما نزال نواجه أزمة كورونا ولكن لم ننظر حتى الآن إلى بصيص الأمل في انقضاء هذه الفترة الحرجة من عمر البشرية إلى منعطفات جديدة نتعلم منها كيفية الخروج من المحن ومن الشدة والضيق إلى عتبة جديدة من الحياة وإلى نمط مميز من العيش وفق ما قدر الله لنا من نصيب عادل ومنصف.
أتابع بدهشة ما تنقله المحطات الفضائية والإعلامية لمقابلات مع أشخاص يناشدون دون محاولة لحل المشاكل ويصرخون بضجيج وفوضى وأحيانا عديدة ومن جراء ذلك كله لا ندرك عما يريدون أو يتكلمون على الرغم من أن المشكلة تكون واضحة ولكن تضيعها الكاميرات وتغيب الحقيقة مع جمهرة الأعداد والتراشق بالتصريحات والكلمات والأصوات.
وأتابع كما تابعت من قبل قصة «الكرموش» والعديد من القصص التي تنقل الأفكار إلى أمنيات ومن خلال التوقعات والتنبؤات حول ما سوف يحصل خلال عام 2021 وتصديق العديد من الروايات دون سند علمي دقيق وبجهل مطبق حول حرب قادمة من الفضاء ومن قصص مذهلة يكتنفها الخيال ومضمون من الأسرار المسربة على حد تلك الروايات والتي تصدق دون تمحيص وتدقيق.
ترى لماذا يتم تصديق العديد من الإشاعات حول مصير العالم والطب واللقاحات ومصير البشر للفترة القادمة وفق ما تنتجه وسائل التواصل الاجتماعي وبسخاء عن حتمية حصول الكوارث لا محالة وعدم التطرق إلى الجانب المشرق من الحكاية؟
حكاية «الكرموش» الطائر والقصص من حولنا فيها من العبر والدروس الكثير التي تحتاج إلى محاولات جادة للبحث عن الجوانب المضيئة من عمق التجربة والقناعة الراسخة في النفس للطيران بفرح تام دون التفكير بالسلبيات أبدا!
fawazyan@hotmail.co.uk
مواضيع ذات صلة