على الرغم من المساحة القاتمة في مجمل ما نتعرض له في الحياة، لكن هناك العديد والوفير من النماذج المضيئة والتي يجب علينا إشاعتها وإطلاقها في جميع مناحي الحياة، حتى تغدو المعيشة ذات معنى وبهجة وسرور وحتى نطيح بجميع المحاولات التي ترسم لنا المنظر بسوداوية وتشاؤم وفشل.
لافت للنظر حجم الإحباط السائد في مجتمعنا واليأس نتيجة العديد من الظروف الصعبة التي نعيشها والتركيز على الجوانب السلبية والشكوى والتذمر والتوتر ورصد ما يقلق البال من الجرائم والاعتداءات والمشاجرات والأمراض ومتابعة ما يجلب الكآبة للنفوس والتي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي للأسف الشديد.
لكن ذلك لن يمنع أبدا من التطلع إلى النماذج المضيئة في مجتمعنا الخير والنظر إلى إنجازات مبشرة وتضحيات عظيمة من أجل إنارة الدرب وتقديم الأفضل والخدمة للامة، وفي المجال لا بد من الإشارة إلى نماذج مضيئة من العطاء.
(1)
هم شهداء الواجب الإنساني من الأطباء على وجه الخصوص وأسرة الكادر الطبي والتمريضي والفني على امتداد ساعات العمل في المستشفيات وفي الأقسام كافة وعلى امتداد معنى العطاء ومعنى الحياة وفلسفتها التي يشاهدها ويعيشها من يقترب من نبض القلب وصوت التنفس ووظائف الجسم وقراءة التحاليل ونتائج الفحوصات، هم نماذج مضيئة رفضت محاولات الهدم والدمار، هم شهداء الواجب الإنساني، هم من نترحم عليهم بوفاء.
(2)
هم من يحافظون على بيوت الله بإخلاص وتفان ويحرصون على نظافة وسلامة وصيانة وهدوء ومهابة المكان، هم نماذج مضيئة تعمل على ادامة وحفظ بيوت الله وخدمة معشر المؤمنين لأداء الصلاة في موعدها بسلام وامان وطمأنينة، هم من نسدي لهم التحية فهم من ينير المكان حين نحتاج إلى فسحة للخلوة مع النفس في رحاب بيت الله.
(3)
على صعيد متصل من الخدمة، اتابع من فترة «باص عمان» هذا النموذج الطيب سواء في المحافظة على مواعيد الانطلاق والتوقف والانتظار وحسن المعاملة والمظهر للسائق ونظافة الباص والاهم المحافظة على قصة النجاح لتجربة النقل العام والتي تحتاج إلى توجيه الشكر والتقدير والاحترام لمن كان وراء القصة من البداية وحتى الآن لتطوير الخدمة إلى المواطن على أفضل وجه.
(4)
هم أعضاء لجان فنية وإدارية في مجالات متنوعة، هم من نتوسم فيهم الخير للإدلاء بخبرتهم ونتاج علمهم والتوصية بما يوفر الدقة والمصداقية لصانع القرار ضمن البدائل المتاحة والخروج بالحلول المناسبة، هم أعضاء اللجان المشكلة لتسليط الضوء على النقاط الإيجابية وتعظيمها والإشارة الى تلك السلبية لمواجهتها ومعالجتها، هم من يستحقون تلك العضوية والأمانة والتقدير.
(5)
هم من يتركون بصماتهم في سجل الأيام وينقشون بأحرفهم في الكتب والصحف كلمات الأمل والرجاء ويغرسون المعاني الطيبة في النفوس ويتنادون إلى دروب الإصلاح والخير والدفاع عن الوطن والأمة والمواطن بشرف رسالة الكتابة والضمير، هم من يبذلون بسخاء ونقاء ومن يقدرون جدوى الكتابة على مر التحديات والصعوبات، هم من يستحقون أن نقرأ لهم ونتفاعل مع ابداعاتهم بشجاعة وشغف واطمئنان.
(6)
هم أبناء الوطن ممن يعرفون التفاصيل كافة ولا يهابون من مواصلة العطاء، هم النماذج المضيئة التي نحتاج الينا لإنارة الدرب على وجه السرعة والحاجة والضرورة العاجلة والأهمية القصوى ؛ سئمنا والله من تلك النماذج التي لا تعرف النور.
fawazyan@hotmail.co.uk
مواضيع ذات صلة