عمّان - حنين الجعفري
«مارثا للتعليم» أداة للحياة تركز على توفير فرص التعلم للأطفال الصم وأسرهم من خلال اقتران بطاقات التعلم بتطبيق على الهاتف الخلوي، وفق أصحاب الفكرة رشا أبو شخدم ومعتز السمارة وايهاب قهواتي.
وفي حديث إلى «الرأي» قال أصحاب المشروع أن فكرة «مارثا للتعليم» جاءت من خلال الإجابة عن سؤال «كيف يكتسب الأطفال الصم اللغة في حين أنهم يعيشون حياتهم كاملة في صمت؟». فالأطفال يتعلمون في سنوات حياتهم الأولى ويكتسبون اللغة من والديهم من خلال السمع، ويبنون مفرداتهم خلال هذه الفترة لاستخدامها في التواصل والتعلم خلال حياتهم, فكيف للأطفال الصم ان يتعلموا اللغة؟.
ولفتوا إلى أن 90% من الأطفال الصم يولدون لأبوين قادرين على السمع، ولكن ليس لديهم أي خبرة في التعامل مع الأطفال الصم، وهذا يبقي الأطفال الصم دون اكتساب لغتهم الأم «لغة الإشارة»، وهو السبب الرئيسي في أن 79% من الصم في الأردن أميون ولا يستطيعون القراءة أو الكتابة.
وبينوا أنهم كرسوا جهودهم العام الماضي لحل هذه المشكلة من جذورها، واختاروا العمل مع الأطفال الصم الذين تُراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات ووالديهم، وتعليمهم لغتهم الأم لغة الإشارة.
ويوضح هؤلاء أن فكرة المشروع تعمل من خلال عنصرين رئيسين: بطاقات التعلم والتطبيق.
وتقترن هذه البطاقات مع تطبيق على الموبايل لتوظف تقنية الواقع المعزز، حيث يوجه المستخدم كاميرا التطبيق على البطاقة فيظهر فيديو لطفلٍ يعرض الكلمة على البطاقة في لغة الإشارة.
ولفتوا إلى أن التطبيق صُمم ليكون بسيطًا وسهل الاستخدام، ويعمل دون اتصال لضمان إمكان الوصول حتى بدون اتصال بالإنترنت.
وأوضحوا أن بطاقات التعلم ذات مستويات تراكمية مختلفة، على سبيل المثال في المستوى الأول من البطاقات الطفل الأصم سيتعلم الكلمات الأكثر شيوعا في لغة الإشارة، ومع تقدم المستويات سيتطور التعلم.
وهم صمموا ثلاثة مستويات، مع 100 بطاقة في كل مستوى؛ فهناك 2600 كلمة في لغة الإشارة الأطفال الصم يحتاجون لتعلمها قبل سن السادسة للانضمام إلى نظام التعليم الرسمي الذي هو هدفنا الأسمى, وهذا يعني أنه «يتعين علينا أن ننتج 26 مستوى للمساعدة في تحقيق هذا الهدف النهائي، وهو إدماج الأطفال الصم في التعليم الرسمي ومساعدتهم على التقدم في حياتهم».
وهم اختبروا الحل خلال الأشهر الماضية مع الفئة المستهدفة، ويعملون على تطوير التطبيق ويراجعون ردود الفعل من المستخدمين في وقت مبكر لتحسين المحتوى، والتصميم بناء على آرائهم، وزيادة فرص نجاحهم للتوسع إقليميا، حيث يوجد نحو 700 ألف طفل أصم.