محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أن أكون إيجابياً (2)

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
الاب رفعت بدر أضع إلى جانب العنوان رقم (2) وذلك لأنني في 16/1 عام 2006 قد نشرت مقالاً يحمل ذات العنوان «أن أكون ايجابيا» في الرأي. واليوم أجد نفسي أختار ذات العنوان ولكن بظروف ومعانٍ مختلفة عمّا كان قبل 15 عاماً.

الإيجابي والسلبي: كلمتان قد تعنيان فرحا أو حزنا. وقد انقلبت الموازين اليوم. فما كان ايجابيا ينتج فرحا وسرورا وتفاؤلا، قد بات محزنا ومقلقا وجالبا للحظر والابتعاد عن الناس حينا. فقد أصبحت النتيجة «ايجابي أو Positive » سلبية بمعنى تأتي للمصاب بفحص ال PCR أو فيروس الكورونا بالنتيجة المقلقة. أمّا السلبي، فإنَّ صاحبه يفرح به ذلك أن نتيجة سلبي تعني ايجابية وخلواً من الاصابة وصحة وعافية.

تبدّلت الامور اذن، كما الحال في العديد من مرافق هذه الحياة. واختطلت شؤون الدنيا بين السلبي والايجابي، وصارت القيم التي يؤمن بها المرء، أو يتصرف بموجبها، متداخلة ضبابية، ولم تعد الرؤية صافية للتمييز بين ما هو ايجابي وما هو سلبي.

ويأتي السؤال الجوهري: كيف نتعامل – أو ننظر – إيجابياً، إلى أحداث الكون إزاء الأخبار وتفاقم المشكلات يومياً، على مستوى الوطن الواحد، والأسرة الكونية الواحدة المتحدة والمتضامنة على الألم اليوم وعلى الأمل غداً. ففي ذات النهار تجري ألوف الفحوصات في وطننا والعالم أجمع، وهنالك عودة الى تشديد إجراءات الدول الأمنية والصحية، وبالأخص في تصدّر قوة النتائج الإيجابية على السلبية.

وتكتظ وسائط التواصل الاجتماعي بالعديد من الأخبار والقصص وخبرات الناس الموجعة، حين فراق أحدهم، وحين إصابته، وحين النتيجة الإيجابية، وبعدها بأيام بالسلبية. ويطلب منا النظر بايجابية ازاء الاحداث، وذلك بتبني موقفين: التفهم والتقبل.

أما التفهم فيخص أوضاع اليوم بأنها جزء من حركة الكون والتاريخ. فليست المرة الأولى التي يجتاز عالمنا مثل هذه الرياح القوية، وها نحن ندخل بفصل الشتاء الثاني والكورونا الجائحة جاثمة فوق صدور الناس، لكنها ليست المرة الأولى التي يحتاج الكون مثل هذا الوباء، وكم عبرت البشرية بأنفاق مظلمة مثل هذه التي نعبرها اليوم، وقد كانت نقاطا موجعة في تاريخ البشر، الا انّها زالت وأصبحت من ذكريات الماضي، وعاد الايجابي ايجابيا والسلبي سلبيا.

وثانياً التقبل، وكم سمعت عن أشخاص واجهوا النتائج الايجابية بإيجابية، رغم كونها «رحلة» قد لا يدرك المرء في بدايتها ما ينتظره مع تقادم الأيام. لكن التقبل–الذي لا يعني اليأس والاستكانة ولا الاستهتار- هو بداية الحل والعلاج والشفاء. والتقبل كذلك هو للاجراءات الحكومية والرسمية التي تصدر على شكل أوامر الدفاع، فهي مؤلمة نعم، ولكنّها طريقة لتقليص اعداد الاشخاص المصابين، ومنع انتشار الفيروس بطريقة أوسع. فالبشرية اليوم في حرب كونية، وسينتصر العلم بإيجاد اللقاح الوقائي والدواء العلاجي، وقد استقبل العالم بايجابية الاخبار القادمة عن توصّل عدد من الشركات لتحضير اللقاح المناسب لكوفيد 19.

Abouna.org@gmail.com
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF