مررنا بأحداث عديدة كانت الغلبة فيها لصوت العاطفة بصدى ردود فعل لا تليق وبتصرفات مؤسفة، فهل يمكن السؤال لمصلحة من تؤول تلك النتائج ومن يستفيد منها ومن مضمونها الشاذ؟
فيديو غير صحيح يمس وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية يتداوله العامة وللأسف بسرعة ودون تدقيق ومخافة الله في حق قامة رائدة في المجتمع وشخصية عامة لها التقدير والاحترام.
يوجه مذيع إلى وزير الصحة سيلاً من الاستفسارات عن إجراءات معلنة حول حظر شامل طويل ويجيب معالي وزير الصحة الدمث بثقة وهدوء وكأنه يسأل المذيع من أصدر تلك الإجراءات؟ إن كنا نحن في الدولة لم ندرسها ولم نتخذ بشأنها بعد أي قرار من هذا القبيل، فهل نبقى أسرى للشائعات؟
يتم وبسرعة فائقة ودون تدقيق تداول مقاطع لفيديوهات تحتوي على كلام ملوث وصراخ وتطاول وإساءة وإبراز عضلات بمستويات هابطة، فهل يمكن التوقف فورا عن اعادة نشر تلك المقاطع وعدم الاستماع لها ومشاهدتها أو الاهتمام بها من قريب أو بعيد وشطبها من أجهزة الهاتف النقال؟.
لا بد لصوت العقل من ان يعلو وينبغي للعقلاء التدخل في مجريات الأمور وإيقاف من يصورون الأشياء على أنها بطولات شخصية لهم عبر مشاهد لا تمت إلى الحقيقة بصلة أبدا.
يحتاج واقعنا الاجتماعي إلى العديد من الحلول والتي يجب أن تبدأ من البيت ومن الأسرة ومن خلال التربية السليمة والمتابعة والتوجيه والإرشاد والقدوة؛ الخلل يبدأ من البيت ويستمر إلى الحلقات الأخرى المتتابعة في المجتمع ويكون الضرر أشد وأخطر.
لن يكون الحل إلا بلغة العقل والوصول إلى جوهر المشكلة وحلها بشكل جذري، ولن يكون الجهد متكاملا ما لم نقض على خطاب الالفاظ والمشاهد المؤذية والمقاطع المخزية والمخلة بالآداب العامة والتي تفتقد للصحة والمصداقية.
نشعر بالأسف والخجل والحسرة من سيطرة فئة قليلة على مشاعرنا وحياتنا لما تفرضه علينا بالرضى والإكراه لنمط سيئ وتسلية هابطة، يقع البعض منا فريسة لها ويقع في شباكها لدرجة تصل إلى التمجيد واعتبارها مرجعية للحرية، لهذا لا بد من الانتباه لخطر وجود هذه الفئة في هواتفنا النقالة وفي منازلنا والتي لا تريد سوى الضرر لنا دون أدنى شك بل وريبة وترتيب متقن.
ليرتفع صوت العقل ويعلو على جميع الأصوات المنكرة وينبغي للعقلاء التدخل الفوري والسريع ليحررنا من تفاهة العديد من الافعال وردودها التي لا تليق بنا أبدا وبما تحقق عبر الإنجازات الحضارية المشرفة لمجتمعنا الطيب والأصيل.
لا بد من مقاطعة حقيقية وصادقة لجميع ما يشوش حياتنا من تعليقات وعبارات وأفعال وتصرفات وسلوكات وبرامج تلفزيونية ومسلسلات ولقاءات والعديد من النماذج التي تدعي الحرية والحرية منها براء.
لدينا وبحمد الله العقلاء والحكماء في مجتمعنا ممن يستطيعون إعلاء صوت الحق والعقل والمساهمة الإيجابية والطيبة وتهدئة النفوس والإصلاح بين الناس والقدرة على الحوار بكلمة سواء وبأسلوب مقنع وجذاب وسليم.
ليرتفع صوت العقل ويعلو وذلك هو السلوك الرشيد، ذلك هو السبيل والحل المنشود.
fawazyan@hotmail.co.uk
مواضيع ذات صلة