كتاب

الإصلاح الشامل.. والاستراتيجية الوطنية للتمكين

عند التطرق إلى منظور الإصلاح السياسي والذي كنت قد نوهت له كثيرا في المقالات واللقاءات الصحفية ومن خلال الندوات وورشات العمل في جمعية الإيثار والتي أتشرف برئاستها اعتبرت أن هناك تناقضا واضحا بين التوجهات العامة للنظام السياسي الأردني والمرتكزة على تجلي الإصلاح السياسي الشامل والذي يخرج من مفهوم الدمقرطة إلى التمكين أي إلى الديمقراطية وما بين الرجعية التقليدية وقوى الشد العكسي التي ما زالت تبحث بكل السبل عن مخرج من ضغط أدوات الإصلاح السياسي لأنها تعتقد أن استكمال مهام التحول نحو الإصلاح الشامل يعني خسارة مكتسباتها التاريخية والتي كانت قائمة على أساس التوازنات الداخلية للمؤسسات والبنى الفوقية والتحتية للدولة الأردنية بتنوعها وتنوع بنائها العشائري والقبلي والمؤسساتي والرسمي وغير الرسمي والطائفي وأخيرا الجندري أي البحث عن التوازن على قاعدة النوع الاجتماعي، كل ذلك قد اعتبرته الأوراق النقاشية في سياقها التحليلي توازنا ضروريا في مرحلة ما قبل الإصلاح في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن واعتماد شكلا من أشكال المشاركة السياسية والتعددية رغم أن المعايير كانت لا تأخذ بعين الاعتبار كل مفاصل البناء التكاملي للدولة الأردنية.

من هنا وبعد أن عرضت الأوراق النقاشية للحوار المجتمع واعتمدت كخارطة طريق للدولة الأردنية، والتي شملت كل محاور الإصلاح الشامل وهدفها الأسمى الوصول إلى سقف ذلك الإصلاح والذي تمحور حول الإصلاح السياسي..

من هذا المنطلق نوهت إلى أن استكمال مهام التحول يتطلب الإسناد الحقيقي من أجل التوجه نحو دعم الإيجابيات في كل الأحوال وتطويرها وليس العودة إلى الإشاعة والتشكيك والانغلاق خلف الصالونات السياسية ومركزة الحوار حول الثانويات الشخصانية إذا هي صراع ضد التازيم والتي أصبحت بعد قانون الدفاع مهام وأهداف النظام السياسي أي الدولة الأردنية بكليتها، رغم أن المهام المطروحة عميقه جدا وتتطلب الذهاب إلى الإسناد النخبوي للسلطة التنفيذية لأن التكامل الوطني في هذه المرحلة هو معيار القياس الوطني ومعيار قياس المواطنة الفاعلة والتي يحددها مدى الانغماس في الهم الوطني العام والمتمحور حول الخروج من تداعيات الازمة الصحية والاقتصادية والحفاظ على الأمن والاستقرار المجتمعي والمؤسساتي والاهم من كل ذلك تعميق مفهوم المسؤولية المجتمعية من خلال إشراك المجتمع بكل أطيافه المعارك ذات الأبعاد الوطنية باعتماد الشفافية المطلقة مع أبناء هذا الوطن العظيم..