كيفَ نحمي أنفُسنا من جائحة النوائب بعقار النواب؟
11:05 7-11-2020
آخر تعديل :
السبت
ساعات قليلة تفصلنا عن أهم استحقاق دستوري، ساعات بقيت لتفتح الصناديق كمقدمة لإفراز نواب يشرعون ويراقبون لمرحلة قادمة ستكون من أصعب المراحل على أُردننا العزيز.
ورقة الاقتراع والقلم المخصص لك كناخب سيبقيان شاهداً على وعيك الانتخابي وثقافتك في الاختيار، قلم سيكون له نَظير يوقع اتفاقيات ومواثيق ومحاضر اجتماعات الأمر الذي سيمنحك حصة في استجواب الحكومة عبر مرشحك الفائز؛ فمن ستختار؟
هذا هو التزامنا الوطني، باتخاذنا الإجراءات السياسية الوقائية والاحترازية عند الذهاب للتصويت، فلا نريد أن نُصاب بجائحة تشريعية بفعل ورقتنا التي سنضعها في الصندوق، أما الالتزام، فهو نحو ضميرك الوطني باختيارك نائبا يكون الأفضل من بين المُترشحين، وإن لم يكن المثالي، والالتزام أيضاً هو في المشاركة لنشكل مجلساً يقدم أداء أفضل يعيد جزءاً من الثقة المفقودة.
ما أكتبه اليوم لكم لا يتعارض مع كل أصحاب دعوة للمقاطعة، فمع حملات سابقة نتيجة عدم الرضا عن القانون الحالي للانتخاب أو حتى الأداء للمجلس ودوره، ازدادت الرغبة بالمقاطعة لدى البعض، وبوجود جائحة فيروس كورونا والخوف من نقل العدوى وهي رغبة مُحقة لحالات كثيرة ممن ينصح أصلاً بعدم خروجهم من المنزل، فالمريض مطلوب منه وطنياً أن يبقى في المنزل عازلاً نفسه، وكذلك الأمر لكبار السن، فلا نريد أن نكون تحت مطرقة العدوى بشكل أكبر.
لكن ماذا عن الآخرين؟، هناك العديد من الحالات لو قمنا باستعراض تفاصيل يومهم لوجدنا أنهم يذهبون لأماكن ومواقع أشد خطورة لنقل الفيروس، وهناك من تتصفح فيديوهاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي تعج بعدم الالتزام بأي سلوك وقائي، ويقود حملات للمقاطعة بحجة الخوف على صحته وصحة الناس.
وبالرغم من كل ذلك، لو استعرضنا خطوات الاقتراع؛ لوجدناها مليئة بالوقاية والسلامة العامة للحفاظ على صحة الناخب، فوجود حبر بالتنقيط واستخدام قلم خاص لكل ناخب داخل مركز الاقتراع وأثناء التصويت، وعدم دخول الناخب للمركز إلّا بالكمامة والقفازات، يجعل تلك البيئة مُناسبة أكثر من العديد من مواقع يومية نزورها.
الفكرة في كل ما أسلفت هي لو أننا نَخشى على صِحَّتِنا؛ لقَدَّمنا مجلس نواب قويا يُحَاسب الحكومات بأدواته التشريعية التي يستطيع أن يستخدمها عند أي تقصير قد يكون، ولو أننا نخشى أيضاً على صحتنا لقدمْنا مجلساً نيابياً -في ظرف استثنائي – ليكون شريكاً ويُقدم اقتراحات للناس والحلول لمشاكلهم وقضاياهم اليومية.
بكل صراحة، كم تمنيّت أن يتم فحص المرشحين كل أربعة أيام وعزل من تثبت إصابته لأنهم بؤر ساخنة لنقل العدوى، وحتى أن يتم اسقاط أسماء مصابي كورونا من جداول الناخبين حتى يؤكد لهم عدم وجود حق تصويتي لهم، فأكتب وأتحدث لكون الصحة الأهمية الأُولى والقصوى، لنستطيع تخطّي هذا الاستحقاق الدستوري بوعي والتزام حيث اننا نستطيع تقديمه كنموذج حضاري مهم رغم تصرفات بعض المرشحين ورعونتهم بزفات عريس وفيديوهات، وبتركيب الشيلات والأهازيج مع الكثير من سلوكيات المخالطة غير المسؤولة.