العين فاضل محمد الحمود
إن ما أكده جلالة الملك حول عدد من المحاور المفصلية بات يشكل ملامح الطريق الحقيقي باتجاه الإصلاح الشامل الضامن لسيادة القانون وحماية المواطن واجتثاث الواسطة والمحسوبية التي وإن تركت فستبقى تنهش بجسد الوطن حتى تعييه، وهنا لا بد أن يدرك الجميع رؤية جلالة الملك وسعيه إلى تطبيقها لما تحمل بين طياتها من مشروع حقيقي يرتقي بالوطن، فإن إعطاء الحقوق لأصحابها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب لا يتأتى إلا من خلال إسقاط الواسطة من اتخاذ القرار، ليكون العدل هو الفيصل فلا يبقى مكان لما يسمى بالمتنفذين ولا مساحة لمن يعتقد نفسه فوق القانون (كبار البلد؟)، فتكون بذلك الفرص بيد أصحابها الحقيقيين الذين يستطيعون استغلالها باتجاه الوطن لا باتجاه الاهواء الشخصية.
(الواسطة خطٌ أحمر).. هذا ما قاله جلالته والعناوين تختصر المضامين واستخلاص الأكثر أهمية من المهم، وهذا يؤكد حِكمة جلالة الملك وبعد النظر في رؤيته الإصلاحية الواثقة والقادرة على توجيه للمسار وإعادة ضبط الطريق وفق الحدود الإيجابية، التي تعزز الأفكار الخلاقة القادرة على التغيير بمنأى عن المحبطات والمعيقات التي تنجب من رحم الواسطة، فالاستقرار النفسي وضمان الحصول على الحقوق يدفع الانسان باتجاه العطاء لاستشعاره بقدره ومكانته وتسخير قدراته بالطريقة الصحيحة، فالاختصاص يحتاج إلى أصحابه فلا خير في العارف إذا فقد الإخلاص ولا نافع لكفاءة لم توضع في مكانها.
(الواسطة خطٌ أحمر).. هذا ما قاله جلالته وما (أُنشِنَ) بالخطوط الحمراء أصبح من المحرمات وهذا ما تلخص لنا من التجاربِ السابقة، وهنا لا بد أن يعمل الجميع بهذا الاتجاه ليصبح التكامل شعاراً والتناغم هدفاً، فعقد الإصلاح لا يكتمل إلا باجتماع الحلقات التي تحمل الإنجازات من خلال التَأهيل والتَمكين والتَدعيم وغرس القيم لدى الشباب والأجيال القادمة، لتكون كلمة (لا) حاضرة لكل من يغرد خارج السرب ويصبح الوقوف لغير الحق مرفوض ومذموم.
(الواسطة خطٌ أحمر).. هذا ما قاله جلالته ليكون الرهان على أصحاب الهمم اللذين لا يبيعون الذمم ولا يقبلون بغير القمم موئلا لهم، فلا جهوية على حساب الوطن ولا قربى على الحق، فوجود الواسطة مقترن بوجود الظلم على المؤسسات والأشخاص فإن أُعطي من لا يستحق فقد ظلم من يستحق وظلم الاستحقاق نفسه، ليكون الناتج الكلي التشوه بالمعطيات والضعف في المخرجات.
(الواسطة خطٌ أحمر).. هذا ما قاله جلالته وهنا تتلخص الرسالة التي حملت بين طياتها التشاركية والقوة في اتخاذ القرار وعدم المهادنة والمُجاملة، فوجب على من أوكلت إليهم المهام أن يكونوا عند حسن ظن الوطن والمواطن، وأن يرتكزوا على رسائل جلالة الملك التي تدير البوصلة باتجاه الحق.